أهلاً بك، وأسأل الله أن ييسر لك كل خيرٍ وأن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يحبه ويرضاه، ويغنيكِ بفضله عمن سواه، وبالنسبة لسؤالك دعينا نتذكر قول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ، وفسادٌ كبيرٌ). "أخرجه الترمذي، حسنه الألباني"
وقد جاء في الحديث حسن الخلق مقرونًا بالدين، وعمود الدين وأساسه هو الصلاة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سنامِه الجِهادُ، لا ينالُه إلَّا أفضلُهُم). "أخرجه الترمذي، صححه السيوطي"
وإذا اكتفيتِ بشرطٍ واحد وهو حسن الخلق وحسن تعامله مع الآخرين فقط، فلن يحصل الخير ولا تقوم الحياة الزوجية على الخُلق وحده، بل إن الدين أساسٌ هام لتلك العلاقة، وقد يؤدي التقصير فيه إلى كثير من المشاكل والنّزاعات، كما أن هذا الرجل سيصير أبًا مربيًا لأبنائك، وخير ما نفعله لأبنائنا أن نكون قدوة حسنة لهم، وسيكون صعبًا على الابن أن يلتزم بالصلاة وهو يشاهد والده لا يصلي.
ولنعد الآن إلى سؤالك، هل يتغير الشاب بعد الزواج ويصبح مؤمنًا؟ الزواج بحد ذاته لن يُغيره، ولن يتغيّر إلا إذا نوى ذلك وكان مقتنعًا أنه يريد أن يتغير، لكن ربما يحتاج إلى تشجيع أو تذكير وهنا يكمن دور الزوجة في ذلك، وهل تضمن أنها ستنجح وأنه سيتغير؟ في الحقيقة لا أحد يعلم غير الله.
وإذا فشل الأمر خسرت نفسها وأسّست أسرة قائمة على أساسٍ غير صحيح ومتين، وإما أن تحسمي الموضوع عسى أن يبدلك الله خيرًا منه، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.