من خلال خبرتي في المجال الصيدلاني فإنّ المعطيات التي ذكرتِها فيما يخص عمر ابنتك لا تدلّ على إصابتها بالبلوغ المبكّر، وإنّ البلوغ المبكّر هو بالفعل قد يؤثر في النمو والطول النهائيّ بعد انتهاء مرحلة البلوغ، إلّا أنّ الحصول على العلاج المناسب في المراحل المبكّرة منه يساهم بشكلٍ كبير في تثبيطه والوقاية من تأثيراته السلبيّة.
وما أودّ قوله هو أنّ الطفلة المصابة بالبلوغ المبكر قد تنمو بسرعة في البداية فتبدو طويلة مقارنة بقريناتها، ولكن نظرًا لأن عظامها تنضج بسرعة أكبر من المعتاد، فإنها غالبًا ما تتوقف عن النمو في وقت أبكر من المعتاد، لذا بعد انتهاء مرحلة البلوغ يُحتمل أن تكون أقصر قامةً من قريناتها.
ما هو السن الطبيعي للبلوغ؟
لكنّي أودّ لفت انتباهكِ أنّ حالة البلوغ المبكّر التي تندرج كأحد الاضطرابات الصحيّة التي قد تؤثر فعلًا في الطول تُعرّف طبيًّا ببدء مرحلة البلوغ لدى الفتاة قبل السنة 8 من العُمُر، ويتراوح السنّ الطبيعيّ لبداية مرحلة البلوغ لدى الفتيات بين السنة 8-13 من العُمُر، فيما يُقدّر متوسّط السنّ الطبيعيّ لبداية هذه المرحلة لدى الفتيات بالسنة 11 من العُمُر.
وإنّ مصطلح بداية مرحلة البلوغ يُعبّر عن بدء التطورات الجسديّة المرتبطة بالبلوغ ولا يدلّ على موعد أول دورة شهريّة كما قد يعتقد البعض، وغالبًا ما تأتي أول دورة شهريّة بعد ما يقارب السنتين من بدء مرحلة البلوغ في الغالب، وعليه أودّ أن أطمئنكِ أن ابنتكِ ولو بدأت دورتها الشهريّة في هذا السنّ فإنّها تُعدّ ضمن مرحلة السنّ الطبيعيّ للبلوغ.
العوامل التي يعتمد عليها البلوغ
وأمّا بالنسبة لما أبدته الطبيبة من إمكانيّة بلوغ ابنتكِ مبكرًا فأعتقد أنّها لا تقصد به البلوغ المبكّر من ناحية مرضيّة وإنّما تقصد به مبكرًا نسبيًّا بالنسبة لقريناتها من الفتيات في منطقتك؛ إذ توجد عدد من العوامل التي قد تؤثر في متوسّط سنّ البلوغ لدى الفتيات أبيّن لكِ منها الآتي:
1- العوامل البيئيّة مثل طبيعة الطقس.
2- معدّل النشاط الجسديّ.
3- الوزن ومعدّل الدهون في الجسم.
4- العوامل الوراثيّة.
5- النظام الغذائيّ.
6- الحالة الصحيّة العامّة مثل الإصابة بأحد الأمراض المزمنة.
7- التعرّض لأحد مصادر الهرمونات الجنسيّة مثل بعض المكمّلات الغذائيّة.