0

هل من أسباب الحملات الصليبية ضعف الدولة العباسية؟

السلام عليكم، قرأت في مقال بأن الدولة العباسية كانت من أقوى الدول في العالم الإسلامي، والبارحة سمعت من أحد أصدقائي المهتمين بالتاريخ الإسلامي أن الدولة العباسية كانت ضعيفة وبسبب ضعفها حدثت الحملات الصليبية، فهل من أسباب الحملات الصليبية ضعف الدولة العباسية؟

14:44 30 نوفمبر 2021 5637 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
حمزة مشوقة
حمزة مشوقة . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 14:44 30 نوفمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ونسأل الله أن يزيدكم علماً ومعرفةً، ضعف الدولة العباسية كان من أهم الأسباب غير المباشرة التي مهدت للحروب الصليبية؛ بسبب التفكك والصراعات والحروب التي أصابت العالم الإسلامي بعد ضعف الخلافة العباسية.


والحديث عن الأسباب والدوافع للحروب الصليبية يطول، ولا شك أن هذه الأسباب متعددة، وبعض هذه الأسباب كان دينياً، والبعض الآخر سياسي واقتصادي، وكذلك بعض هذه الأسباب كانت مباشرة، والبعض الآخر كانت أسباباً غير مباشرةٍ.


وكانت الدولة العباسية ممتدة من الصين إلى البحر الأطلسيّ، وكانت في بدايتها خلافةً جامعةً ودولةً قويةً، واستطاعت حفظ الاستقرار السياسي داخل حدود الدولة الإسلامية، ولم تستطع الدولة البيزنطية التوغل في أراضي الأناضول؛ بسبب قوة الجيش الإسلامي آنذاك.


ولكن بعد العصر العباسي الذهبي فقدت الدولة هيبتها وقوتها، وأصبح الخليفة العباسي ألعوبةً بأيدي الأمراء الأتراك، وازدادت الثورات والخلافات الدينية؛ مثل الحركة الخرمية التي تزعمها بابك الخرمي، وحركة المعتزلة، ونشاط الشيعة في داخل الدولة، وثورة الزنج في جنوب العراق، وثورة القرامطة قرب واسط بالعراق.


وقد أدى هذا الضعف في قوة الدولة وهيبتها إلى ظهور حركات انفصالية نجحت في الاستقلال خاصة في أطراف الدولة العباسية؛ فظهرت الدولة السامانية، والدولة الزبارية، والدولة الغزنوية، والدولة الحمدانية، والدولة البويهية، وقد سيطر البويهيون على العراق سنة 945م، وسلب أمراء بني بويه كل ما للخلفاء العباسيين من سيطرةٍ ونفوذٍ.


وبسبب ضعف الخلافة العباسية ازدادت الفوضى في بلاد الشام ومصر؛ فسيطر الأخشيديون على مصر والجزء الأكبر من بلاد الشام، وسيطر الحمدانيون على شمال بلاد الشام، وزاد من الفوضى في ذلك الوقت انتفاضة القبائل العربية؛ فسيطر العرب الجنوبيون اليمنيون على جنوب بلاد الشام، وسيطر العرب الشماليون القيسيون على شمال بلاد الشام..


وبسبب الضعف والتفكك الذي أصاب الخلافة العباسية نجحت الدولة البيزنطية في احتلال بلاد الأناضول، ووصلوا أطراف بلاد الشام، وقد استطاع البيزنطيون فرض الأتاوات على بعض المدن الإسلامية، وطردوا المسلمين من جزيرة كريت، وتقدموا باتجاه حلب ولكنهم لم ينجحوا في احتلالها، وبلغت ذروة توسعهم في احتلال مدينة أنطاكية.


وفي أثناء تلك الفوضى نجح الفاطميون في غزو مصر سنة 969م، واستطاعوا ضم دمشق سنة 978م ووصلوا حتى حدود مدينة حلب، وبذلك أصبحت مصر والشام مركزاً لخلافةٍ فاطميّة منافسةٍ للخلافة العباسية.


وقد حاولت الدولة البويهية القضاء على الخلافة العباسية، وإلحاق بغداد تحت راية الخلافة الفاطمية، ولكن الخليفة العباسي القائم بأمر الله استنجد بالسلاجقة، فاستطاع السلاجقة هزيمة البويهيين، ودخلوا بغداد سنة 1055م.


واستطاعوا إنقاذ الخلافة العباسية، وبقيت الخلافة العباسية ضعيفة تحت الوصاية، واستطاع السلاجقة في عصر طغرل بك وألب أرسلان وابنه ملكشاه المحافظة على قوة العالم الإسلامي، واسترجاع كثيرٍ من الأراضي التي احتلتها الدولة البيزنطية.


وبقيت منطقة بلاد الشام معرضة للمعارك والصراعات التي كانت بين الدولة السلجوقية والدولة الفاطمية من جهة، وبين أبناء الدولة السلجوقية من جهة أخرى، وعندما قدمت الحملة الصليبية الأولى استغلت هذه النزاعات وهذا الضعف الذي أصاب المدن الإسلامية، واحتلت كثيراً من أجزاء بلاد الشام والقدس.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع