قرأت مقالا يتحدث عن الحملات الفرنجية التي حدثت قديماً، وعرفت أن لكل حملة من حملات الفرنجية سبب، وعرفت أسباب الحملة الأولى والثانية، وأريد السؤال عن أسباب قدوم الحملة الفرنجية الثالثة؟
0
قرأت مقالا يتحدث عن الحملات الفرنجية التي حدثت قديماً، وعرفت أن لكل حملة من حملات الفرنجية سبب، وعرفت أسباب الحملة الأولى والثانية، وأريد السؤال عن أسباب قدوم الحملة الفرنجية الثالثة؟
0
0
حياك الله ونفع بك، الحملة الفرنجية (الصليبية) الثالثة، والتي تُسمّى حملة الملوك، حدثت ما بين عامي (1189 - 1192م)، وقد جاءت كردة فعل على انتصارات الملك النّاصر صلاح الدين الأيوبي، وخصوصاً تحريره للمسجد الأقصى المُبارك وبيت المقدس من أيدي الصليبيين، وقد حققت الحملة الكثير من الإنتصارات فاحتلت عكا ويافا.
ولكنها فشلت في اغتصابِ المدينة المُقدسة؛ وبذلك يمكن اعتبار الحملة قد فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي، وقد بدأت الحملة بدعوة من البابا لملوك أوروبا وأُمرائها للقيام بحملة صليبية جديدة، تسترد بيت المقدس وتثأر للصلبيين، وقد استجاب لهذه الدعوة كلاً من؛ ريتشارد المُلقب ب (قلب الأسد) ملك إنجلترا، وفيليب الثاني أغسطس ملك فرنسا، وفردريك الأول بربروسا إمبراطور ألمانيا.
وبعد خروج كل قائد بجنوده باتجاه بيت المقدس، اتّخذ إمبراطور ألمانيا طريق البر، وفي أثناء المسيرغرق بربروسا إمبراطور ألمانيا في نهر مع مجموعةٍ من جنوده، وتشتت جمع جنوده وعادوا إلى الإمبراطورية الألمانية، وسبب عودتهم كان ليشهدوا انتخاب الإمبراطور الجديد.
وبذات الوقت اتخذ القائدان الآخران طريق البحر، ووصل فيليب ملك فرنسا أولاً، وانضمّ إلى الجنود المُحاصرين لمدينة عكا، ثم وصل ريتشارد ملك إنجلترا، فقويت شوكة الصليبيين المُحاصرين للمدينة، ممّا أدى إلى تسليمها للقوات المحاصرة من قبل الحامية المسلمة، وهكذا حصل أول نصر للحملة الصليبية، وحاول بعدها صلاح الدين استرداد المدينة إلّا أنّ محاولاته لم تنجح.
ثم بعد فترةٍ من الزمن اختلف فيليب وريتشارد، وكانت خلافات قديمة اختفت بسبب الحملة التي وحدتهم، إلا أنّها تجدّدت، حتّى أدّت إلى مغادرة فيليب ملك فرنسا وجنوده وعودته إلى بلاده؛ ليظل ريتشارد في مواجهة صلاح الدين، وبالرغمِ من رحيل ملك فرنسا، إلا أنّ ريتشارد حقّق بعض الإنتصارات، وأخذ بعض المدن من أيدي المسلمين.
ولكنه هُزم في معركة أرسوف سنة 1191م، وبدأ بعدها يميل إلى المُفاوضات بسبب الهزيمة سابقة الذكر وملاحظته للخلافات التي تدب في الجبهة الصليبية، إضافةً إلى أنّ فيليب ملك فرنسا قد هاجم بعض بلاده في أوروبا مما سرع من وتيرة المفاوضات، لتسفر عن صلح الرملة، وقد نصّ صلح الرملة المبرم سنة 588 للهجرة الموافق لسنة 1192 ميلادية على:
بعد الصلح، تُوفيّ صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وتحطّمت سفينة ريتشارد وهو عائدٌ إلى بلاده، ولكنّه نجا وسار متنكراً إلى بلاده، إلا أنّه اكتُشف أمره؛ ليقع بيد إمبراطور ألمانيا الذي سجنه، وخرج من السجن بعد سنوات بدفع جزية كبيرة من قبل بلاده لألمانيا، ولكنه قُتل في ذات العام الذي خرج فيه من السجن، في معركة مع عدوه اللدود فيليب ملك فرنسا.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.