أحب كثيرًا القراءة وجمع المعلومات الدينية، وهناك شبهة تثار منذ فترة وأسمع بها كثيرًا، وأريد أن أعرف مدى صحتها، وهي: هل تصح الشبهة الشائعة بأن المالكية قاموا بضرب الإمام الشافعي؟
0
أحب كثيرًا القراءة وجمع المعلومات الدينية، وهناك شبهة تثار منذ فترة وأسمع بها كثيرًا، وأريد أن أعرف مدى صحتها، وهي: هل تصح الشبهة الشائعة بأن المالكية قاموا بضرب الإمام الشافعي؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، أما بالنسبة لهذه القصة المشهورة فإنها لا تصح، وهي كون أنَّ بعض المالكية قاموا بضرب الإمام الشافعي -رحمه الله- عندما دخل الشافعيُ مصرَ، وخافوا أن يزولَ مذهب الإمام مالك -رحمه الله-، وكذلك يقولون إن الضرب هذا كان سبب موته.
غير أن كثيرا ممن ترجم، وذكر سيرة الإمام الشافعي -رحمه الله- لم يتعرضوا لذلك، بل إنّ الثابت في سبب وفاته أنه مرِض مرضًا شديدًا حتى كان الدم يسيل، ويمتلئ منه خُفة -رحمه الله تعالى-، حتى قالوا لا أحد اعتلّ كما اعتلّ الإمام الشافعي -رحمه لله تعالى- بسبب مرض الباسور، وأنَّه بقي ينزف حتى توفي -رحمه الله تعالى- كما ذكر ذلك مُجالسوه ومن حضر وفاته، فلم يذكروا سببا آخر.
وممَّن تعرَّض لذكر القصة والتعليق عليها الحافظ ابن حجر العسقلاني، فبعد أن ساق القصة قال: "ولم أر ذلك من وجه يُعتمد"، أي إنَّ قصة الضرب هذه قد وردت في الكتب، لكن لا يوجد لها إسناد صحيح يعتمد عليه.
ويجدر التنبيه أن العلماء لهم منزلة عظيمة في ديننا الإسلامي، وذلك لأنهم نقلة الدين وورثة الأنبياء، ولا بد من إحسان الظن بهم، وعدم تتبع زلّاتهم ويجب سِترها، والتغاضي عن أخطائهم مع عدم متابعتهم عليها، وعدم التحدث عنها، بل ننشر كل خير عنهم ونذكر محاسنهم وفضائلهم.
هذا مع كوننا نعتقد أن العلماء ليسوا بمعصومين، فإن المعصوم هو النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط، فنعتقد أنَّ العلماء يخطئون؛ وهذا صحيح لكن نظنّ أن أخطاءهم قليلة مغمورة في بحار حسناتهم.
ويجدر الإشارة إلى أنّ الإمام الشافعي هو؛ محمد بن إدريس الشافعي المطلبي توفي 204 هـ، هو أبرز تلاميذ الإمام مالك، والإمام مالك هو: مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المدني توفي 179 هـ.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.