عندما قرأت في سيرة الإمام مالك بن أنس وجدت أنّه ولد وعاش في المدينة المنورة، لذلك أريد أن أعرف هل التقى الإمام مالك بأحد من الصحابة؟ وإذا التقى بالصحابة فهل مالك بن أنس تابعي؟
1
عندما قرأت في سيرة الإمام مالك بن أنس وجدت أنّه ولد وعاش في المدينة المنورة، لذلك أريد أن أعرف هل التقى الإمام مالك بأحد من الصحابة؟ وإذا التقى بالصحابة فهل مالك بن أنس تابعي؟
1
-1
وعليكم السلام، حياك الله أخي الكريم، وأبارك حرصك على معرفة طبقات أئمة العلم، وأوصافهم وزمن معاصرتهم، لا سيّما الأعلام؛ كالإمام أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، والإمام أحمد بن حنبل.
أمّا الإمام مالك بن أنس، فكانت ولادته -كما قلتَ- عام: (93 هـ) في المدينة المنورة [١] ، على أصح الأقوال كما يرى الذهبي -رحمه الله، والصحيح أنه لم تثبت رؤيته لأحدٍ من الصحابة -رضوان الله عليهم- وبالتالي فهو من تابعي التابعين وليس من التابعين، أمّا أبوه أنس: فكان من التابعين الكرام.
وكذلك جده مالك بن أبي عامر، فهو من كبار التابعين أيضاً، وممذن شارك في كتابة المصاحف العثمانية الشريفة، وجدّ أبيه المُكنّى بأبي عامر فهو من الصحابة -رضوان الله عليهم- وكان قد جاء من اليمن قديمًا فحالف بني تيّم بن مرّة، وأمّا أمّ الإمام مالك هي السيدة عالية بنت شريك الأزديّة.
يعود تأسيس ونسب مذهب المالكية إلى الإمام مالك، فالإمام مالك صاحب المذهب المالكي [٢] ، ومدون كُتبه، وقد كان -رحمه الله- إماماً في الفقه والحفظ ونقد الرجال، وهو حجّة زمانه، قال عنه الإمام الشافعي: "إذا ذُكر العلماء فمالك النذجم"، وقال بعض العلماء إنّه المقصود بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجد عالماً أعلمُ من عالم أهل المدينة). "حسّنه الترمذي"
أشهر كتبه، المدونة في الفقه، والموطأ في الحديث، وأشهر طلابه: عبد اللَّه بن وهب، عبد الرحمن بن القاسم، وأسد بن فرات بن سنان، وتوفي -رحمه الله- في الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني عام: (179هـ).
وخلاصة الأمر؛ فإنّ التابعي هو من رأى أحد الصحابة، وقد ذكر أهل السّير أنّ آخر من توفّى من الصحابة أربعةٍ هم: أنس بن مالك توفي بالبصرة سنة (90 هـ)، وعبد الله بن أبي أوفى الأنصاري توفي بالكوفة سنة (86 هـ)، وأبو الطُفيل عامر بن واثلة عاش توفي في مكة بعد المئة، وسهل بن سعد الساعدي توفي بالمدينة سنة (90 هـ).
-1
1
أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم، إن الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- لم يكن من التابعين، وإنما كان من تابعي التابعين؛ لأن مفهوم التابعي يُطلق على كل من ثبت ملاقاته لواحدٍ من الصحابة -رضوان الله عليهم- وهو مسلم مميز ومات على إسلامه، ولم يثبت عن الإمام مالك أنه التقى مع أحدٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- لأنه ولد في سنة 93هـ.
وكان وفاة آخر واحدٍ من الصحابة سنة 102هـ، وهو الصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني -رضي الله عنه- الذي مات بمكة ولم يقابله أبداً، لكن أنس والد الإمام مالك كان من التابعين لثبوت ملاقاته عدد من الصحابة. [١]
ويُعتبر الإمام مالك بن أنس الذي تعلم على ربيعة الرأي، ونافع، والزهري، من أكبر علماء الأمة، فهو مجتهدٌ وأصولي، وبارع في علوم الفقه والحديث، وقد أسس المذهب المالكي على عدّة أصولٍ أهمها؛ القرآن والسنة وعمل أهل المدينة والعرف والمصالح المرسلة وسد الذرائع والاستصحاب. [٢]
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.