أهلا ومرحباً بك، وأسأل الله أن يغفر لك ولنا، وكفّارة الغيبة هي التوبة إلى الله -تعالى-، ولا يُشترط الصدقة عمّن اغتابه المسلم، بل يكفي في ذلك التوبة؛ لأنّ الغيْبة ليست من الحقوق المالية، بل تُعتبر من الحقوق الأدبيّة العرضيّة.
وحتّى تُكفّر عن ذنبك لا بدّ أن تكون توبتك صادقة إلى الله -تعالى-، فلا بدّ من الاستغفار مع النّدم على ما فعلته من الغَيبة، بالإضافة إلى العزم على عدم الرجوع إلى هذا الذنب، والدعاء لِمن اغتبته وذِكره بخير، فهذه هي شروط التوبة النصوح للغيْبة، ولكن هل يُشترط أن تطلب ممّن اغتبته المسامحة؟
وقد سُئل ابن القيّم -رحمه الله- عن ذلك فقال: "الصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه، بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها"، فلا يُشترط التحلّل ممّن اغتبته إلا إذا علِم بما صدر منك من الكلامِ في حقّه، فحينها تطلب المسامحة منه إن استطعت حتى لا يبقى في نفسه كرهٌ يضمره لك.