من هم الأيوبيون والسلاجقة؟

حياك الله وبارك فيك لحرصك على الاطّلاع والاستفادة، بدايةً تعاقب على الأمّة الإسلامية عددٌ من الأُسَرِ الحاكمة، منهم الأيّوبيون والسلاجقة، والسلاجقة هم الذين يعود نسبهم إلى سلجوق بن دقّاق، وحكمت هذه الأُسرة حكمت أكبر دولة إسلامية تواجدت في العصر العباسي في فترة من القرن الخامس للهجرة، وقد جاء السلاجقة من مكان يُدعى اسْتبس القيرغيز؛ وهي من المناطق التي تقع في وسط آسيا.

وقد استقرّ السلاجقة في مكانٍ كان يسكنه الوثنيون بعدما قاتلوهم، واعتنقوا الدين الإسلامي، ولم يقف السلاجقة عند ذلك بل قاتلوا الدولة الغَزنَويّة، وحققوا انتصارًا على البُوَيْهيّين، فتوسّعوا بعد ذلك في البلاد العربية، فاتّجهوا نحو الشام، والأناضول، والحجاز.

كما قاتل السلاجقة الصليبيّين والبيزنطيين، وحقّقوا انتصارًا عليهم، ويُعد طغرل بك بن سلجوق الذي ولد في عام 385 هجري هو المُؤسِّس للدولة السلجوقيّة، وهو ثالث حُكّام السلاجقة، وقد عمِد إلى التوجّه نحو إيران والعراق، كما يعد طغرل بك هو أول من رفع علم تركيا الآن.

وهو العلم الأحمر الذي يحمل رمز النجمة والهلال، وقد توسّعت الدولة السلجوقية في عهده، وكانت من أكبر الدول وأعظمها حتى تُوفي في عام 455 للهجرة، وبعد ذلك بدأ السلاجقة بالانقسام، فانْشَطَروا ما بين سلاجقة الروم، وسلاجقة خراسان، وبلاد الشام والعراق، وكان السّبب وراء ذلك؛ انقسام الأسرة الحاكمة، وكان هذا الانقسام هو بداية سقوط الدولة السّلجوقية وانتهائها.

أمّا الدولة الأيّوبية؛ فهي أسرة مسلمة ذات أصل كُردي، استلمت الحُكم بدايةً في مِصر، ثمّ في الشام، وجزءٍ من العراق، واليمن، والحجاز، ويرجع نسب الأيُّوبيين إلى أيّوب بن شاذي، وهو من قبيلة الروّادية، وقد استقرّ في مصر، وكان من القادة العسكريين في جيش الدولة الزِّنكية.

ووَلّاه بدايةً على مدينة تَكريت في العراق، ثم ولّاه على مدينة دمشق في بلاد الشام، وبعدها التحق أخوه أسد الدين شيركوه في خدمة الدولة الفاطمية، وتبعه على ذلك صلاح الدين، حتّى استلم صلاح الدين الأيوبي عام 1169 ميلادي منصب الوزير للخليفة الفاطمي، وكان هو آخر الخلفاء الفاطميين، وبعد ذلك قضى صلاح الدين الأيوبيّ على حكمهم عام 1171 ميلادي، ووحّد البلاد العربية.

إذاً فالمؤسس للدولة الأيوبية هو صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وكان أسطورةً لا يزال التاريخ يذكره، وضمّ في دولته مِصر، وبلاد الشام، وفتح بيت المَقدس، وعمل على توحيد البلاد، وتصدّى للحملات الصليبية، واستمرت فترة حكمه عشرين عامًا.

وتعاقب على حكم الدولة الأيوبية بعد ذلك إخوانه وأولاده وبعض أحفاده، وقد حقّقت الدولة الأيوبية العديد من الإنجازات على مستويات مختلفة، وكان آخر حُكامها شجرة الدُّر في مصر، وقد انتهى الحكم الأيوبي في عام 648 للهجرة، وكان ذلك بعدما قتل آخر الحكام للدولة الأيوبية؛ وهو توران شاه، الذي لم تتجاوزْ فترة حُكمه ثلاثةَ أشهر.