0

ما هي الدولة الزنكية؟

قرأت قبل فترة قائمة مرتبة زمنياً تتحدث عن الدول الإسلامية عبر العصور، فكان ضمن هذه القائمة دولة تسمى بالدولة الزنكية وقد نشأت في مصر، لذا أريد أن أعرف ما هي الدولة الزنكية؟

17:18 22 نوفمبر 2021 865 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
كفاية أبو خضير
كفاية أبو خضير . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة ايناس مسلم 17:18 22 نوفمبر 2021

حيّاكم الله، و فتح عليكم من فتوح العارفين، و باركَ في همّتكم، وزادكم علماً، الدولة الزنكيّة؛ هي إمارةٌ إسلاميّة، أسّسها عماد الدين زِنكي في الموصل، ثم امتدّت إلى الشام و مصر، و قد بلغت مصر في عهد الملك نور الدين محمود، الذي ضمّها على يد تابعه يوسف بن نجم الدين الأيوبيّ "صلاح الدين".


وكان ذلك بعد وفاة آخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله أبو محمد، وتُسمّى أيضاً الدولة الأتابكية، أودولة الأتابكة؛ وذلك نسبةً إلى أتابك، وهو لقب لمُربّي أبناء السلاطين السلاجقة، و معناه: "مُربّي الأمير"، وكان شِعار الدولة الزنكية هو السّواد؛ للدّلالة على تبعيّتهم للدولة العباسية، التي كان شعارها السواد كذلك، وأمّا عاصمتها فهي حلب والموصل، وكانت من ناحية نظام الحكم إمارة وراثية.


وقد نشأت هذه الدولة كإمتدادٍ لدولةٍ قويّةٍ هي دولة السلاجقة، التي كانت في الخلافة العباسية، و قد عُرفت هاتان الدولتان بقوّة دورهما الجهادي؛ فقد واجهوا الصليبيّين مواجهةً قوية؛ للدّفاع عن ديارالإسلام، وطردوهم من بلادهم، لا سيّما من بلاد المقدس.


وقد قامت الدولة الزنكية نتيجةَ تفكك الدولة السلجوقية إلى إمارات و دول؛ وذلك لأنّ نظام الإقطاعيّات الوراثية الذي اتّبعه في ذلك الوقت السلاجقة أدّى إلى استقلال تلك الإقطاعيّات، بمجرد ضعف الإدارة المركزية للسلجوقيين، و كان ذلك بعد مقتل الوزير نظام الملك، وبعد وفاة السلطان ملك شاه.


ومن أشهر الدول التي قامت أيضاً على أنقاض الدولة السلجوقية ما يأتي:

  1. سلطنة سلاجقة الروم.
  2. سلطنة سلاجقة كَرْمان.
  3. سلطنة سلاجقة خراسان.
  4. إمارة دمشق.
  5. إمارة حلب.


هذه الدول أيضاً اتّبعت نظام الإقطاعيات الوراثية؛ وذلك لأنّ الأمراء القائمين عليها كان بعضهم صغار السن، و بعضهم ضِعاف الشخصيّة؛ واستبدّ الأتابكة بالحكم، ومن أشهر هؤلاء الأتابكة الذين استبدّوا بالحكم ما يأتي:


  1. الزنكيّون، أتابكة الموصل وحلب.
  2. البوريّون، أتابكة دمشق.


وقد كان للزنكيّين دورٌ مهمٌّ في مرحلةٍ مهمّةٍ من التاريخ الإسلامي؛ وهي المرحلة التي سادت فيها النزاعات بين الفاطميّين في القاهرة، والعبّاسيين في بغداد، وكان النزاع حول النفوذ في الشام، وقد قام عماد الدين زنكي بتوسّعة سُلطته إلى الموصل بعد وفاة والده، وأسّس الدولة الزِّنكية فيها، وقد استمرت الدولة الزنكية مدة مئة وثلاثٍ وعشرين سنة.


وكما نعلم فقد جاهد عماد الدين زنكي ضد الصليبيين، وانتزع منهم بعض المَعاقل وردّها إلى المسلمين، وعندما تُوفّي عماد الدين زِنكي انقسمت الدولة الزنكيّة إلى:

  1. إمارة حلب، الدولة النّورية، تحت راية نور الدين زنكي.
  2. إمارة الموصل، تحت راية سيف الدين.


وقد انتزع نور الدين محمود مدينة دمشق من البوريين الأَتابِكة، وتوحّدت الشام تحت رايته، وتابع الجهاد ضد الصليبيّين، فاسترجع بعضاً من طرابلس وأنطاكيا، وننصحكم بالإستزادة في هذا الموضوع بالرجوع إلى الكتب والموسوعات التاريخية الموثوقة، والقراءة في التاريخ الإسلامي العظيم، فهو تاريخ مُشرّفٌ وشيّقٌ.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع