ما هي أول معركة قادها خالد بن الوليد؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ أول معركة قادها الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- هي غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، والسبب في تأخّره في قيادة المعارك مع المسلمين؛ لأنّه لم يكن من السابقين للإسلام، فقد أسلم -رضي الله عنه- في صفر في السنة الثامنة للهجرة، قبل غزوة مؤتة ببضعة أشهر.

ولم يُعّين النبي -صلى الله عليه وسلم- خالداً قائداً للجيش الذي خرج لغزوة مؤتة، بل عيّن بالبداية الصحابي زيد بن حارثة، فإن استشهد فجعفر بن أبي طالب، فإن استشهد فعبدالله بن رواحة، فإن استشهد يصطلح المسلمون فيما بينهم على قائد يقود المعركة.

فاستشهد ثلاثتهم -رضوان الله عليهم- فحمل الراية عبدالله بن أقرم ودفع بها إلى خالد بن الوليد الذي كان معروفا بذكائه وحنكته في إدارة المعارك وبنيته القوية، حيث تربّى تربية عسكرية وخاض كثيراً من المعارك، وعندما استلم خالدٌ بن الوليد الراية، وضع خطةٌ عبقريةٌ؛ ليخرج بأقل الخسائر في جيش المسلمين، لأنّ عددهم كان ثلاثة آلاف وعدد جيش الروم مائتي ألف.

فأمر الجنود بتغيير مواقعهم، فجعل الميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة، والمقدمة في المؤخرة، والمؤخرة في المقدمة، حتى يوهم جيش الروم بأنّ هناك مدداً جاء ليقاتل مع المسلمين، وأمر مجموعة من الفرسان أن يلتفوا من خلف الجبل ثم ينضموا مجددا إلى جيش المسلمين وأن يفعلوا ذلك مراراً حتّى يتيقن جيش الروم بأنّ جيش المسلمين يتضاعف عدده بالمدد الذي يصل كل وقت.

وهنا بدأ خالد بن الوليد يأمر الجيش بالانسحاب شيئاً فشيئاً؛ الأمر الذي أوقع جيش الروم في حيرة، فلم يجرؤوا على اللحاق بجيش المسلمين خوفاً من أن يكون في هذا الانسحاب خدعةً بهم؛ واستطاع -خالد رضي الله عنه- وجيش المسلمين أن يصلوا إلى المدينة بسلام، فرحّب بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأُعجب بحنكة خالد -رضي الله عنه- الذي استطاع أن ينقذ المسلمين من هلاك محقق؛ فلم يستشهد في هذه الغزوة أكثر من خمسة عشر شهيداً.