أهلًا ومرحبًا بكّ أخي الكريم، وأسأل الله العظيمَ أن ينفع بك، اعلم -السائل الكريم- أنَّ الصحابيَّ الجليلِ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- كان رجلَ حربٍ، حتى لم يُذكر أنَّه خسر بمعركةٍ خاضها أو شارك بها، أمَّا بخصوص سؤالك كم عدد المعارك التي خاضها خالد بن الوليد، فإليكّ الإجابة:
شارك خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قبل إسلامه بثلاثِ معاركٍ ضدَّ المسلمينَ، وهنَّ: غزوةَ أحدٍ، وغزوةَ الخندقَ، وغزوة الحديبيةِ، وبالفعلِ كانت العقلية العسكرية لخالد بن الوليد سببًا من أسباب ما حصل لجيش المسلمينَ في نهاية غزوةِ أحدٍ؛ إذ أنَّه استغل نزول الرماةِ عن الجبلِ، والتفَّ حولهم من الجهةِ الأخرى.
أمَّا بعد إسلامه، فقد شاركَ بالعديد من الغزواتِ والمعاركَ التي تصل إلى أكثر من مائةٍ، منها واقعتانِ في عهدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهنَّ: معركةُ مؤتة، وفتح مكةَ، واستمرَّ بالمشاركةِ بالمعاركَ حتى في عهد الخلفاء الراشدينَ؛ ومن المعاركِ التي شاركَ بها: حروب الردةِ، وفتحَ العراقِ، وفتح الشامِ، ومعركةَ اليرموكِ، ومعركة أليس، والفراضُ واليمامةَ والولجة.
وفي الختامِ أخي الكريم، أريد تنبيهك على أنَّ المسلمين لم يُهزموا في غزوةِ أحدٍ، وإليكَ أدلةُ ذلك:
- أنَّ في العُرفِ العسكريِّ لا ينتصرَ فريقٌ على آخر إلَّا إذا حقق مُراده وهدفه، وكان أبو سفيان قد أعلنَ عن هدفهم في هذه الغزوةِ؛ وهو قتلُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يتحقق هذا الهدف.
- أنَّ من عاداتِ العربِ مكوث الفريقِ المنتصرِ ثلاثةَ أيامٍ في المكانَ الذي وقعت به الغزوةَ، ولم يُذكر في كتب السيرِ أنَّ المشركينَ قد مكثوا في أحدٍ.
- تتمة للنقطة السابقة نجد أنَّ المسلمونَ هم من مكثوا في حمراءَ الأسدِ ثلاثةَ أيامٍ بجراحهم وكسورهم بعد أن أمرهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك.