ما هو الدعاء سريع الاستجابة للانتقام من الظالم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله العظيم أن ينصرك وأن يُظهر براءتك، وأن يعوضكَ خيرًا مما فقدتَ..

اعلم أخي الكريم أنَّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله -عزَّ وجلَّ- حجاب، لذلك يُمكنك الدعاءُ بما شئتَ من صيغٍ، مثل: اللهمَّ انصرني على من ظلمني، ويُمكنك الدعاء بدعوةِ نوحٍ -عليه السلام- الواردة في قول الله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ). [القمر: 10]

وأنصحك أخي الكريم بالإكثار من قول حسبي الله ونعم الوكيلِ؛ لما في ذلك من توكيل أمرِك وتفويضه لله -عزَّ وجلَّ-، واعلم أخي الكريم أنَّ هذه الدعوةُ ليس فيها إساءةٍ لأحدٍ، وإنَّما هي تفويضٌ منك لله في أمرك، وهو أفضلُ من يُفوَّض له الأمور؛ إذ إنَّه أعلمُ بنيةِ من ظلمك، وإن كان قاصدًا ظلمكَ أم لا، وهو خيرُ من ينتقمُ لعباده المظلومين وينصرهم.

حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يعوّضَكِ خيراً مِمَّا أُخذَ منك، وأن يُلهمكَ الصّبر والاحتساب وحُسن الصواب، واعلم أخي أنّه لا يوجد دُعاء سريع الاستجابة، ولكنّ الله لاينسى المظلوم ولا يردّ دعوته فاطمئن.

قال تعالى: (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ* مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ). "إبراهيم:42-43" وسأذكر لك من الأدعيةِ التي تُواسي المظلوم وتُبشّره وتُنذر الظالم وتوعدّه، وهي كما يأتي:

1. (اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ). "أخرجه مسلم"
2. (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ). "أخرجه ابن حبّان، صحيح"
3. قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ)، "أخرجه أحمد، ضعيف" ولا بأس أن نأخذ به في الأدعيةِ وفضائل الأعمال.
4. اللهمّ انتقم من الظالم فى ليلةً لا أخت لها، وساعةً لا شفاء منها، وبنكبةٍ لا انتعاش معها، وبعثرةٍ لا إقالة منها، يا ربّ ها أنا ذا يا ربي، مغلوبٌ مبغيٌّ عليّ مظلوم، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ الأبواب إلاّ إليك، وانسدّت عليّ الجهات إلاّ جهتك، والتبست عليّ أموري في دفع مكروهه عنّي، واشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمه.
5. ياربّ اللهمّ إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مُستقرّنا ومتقلّبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، وتطّلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، ولا يخفى عليك شيء من أمورنا، اللهم عليكَ بمن ظلمني فإنّه لا يعجزك وأنت القاهر فوق عبادك.