بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الواجب على الإنسان أن ينسب النعم إلى الله -سبحانه وتعالى- قولًا في لسانه، وإيمانًا في قلبه، وإن أنكر ذلك في لسانه أو قلبه، فهو على غير التوحيد وحكمه حكم المشرك، لأن في ذلك إشراكاً للخلق في نعم الله.
ولكن في ذلك تفصيل، فإن قول المسلم "تناولت الدواء، فشفيت" أو "نجحت في الامتحان لأني اجتهدت في الدراسة" قاصدًا أن الدواء هو سبب للشفاء لأكثر، أو أن الاجتهاد سبب في النجاح، وأن الله أنعم عليه بالشفاء أو بالنجاح، وجعل السر الشفاء في الدواء وجعل سر النجاح في الاجتهاد، فلا بأس في ذلك، أما إن كان قاصدًا ومعتقدًا لا قدر الله أن نعمة الشفاء في السبب أي في الدواء، أو أن نعمة النجاح في سبب الاجتهاد فهذا شرك، والله أعلم.
وللتوضيح بصورة أعم، لا بد للمسلم أن يعتقد أن الأسباب ليست مؤثرة بنفسها، إنما جعل الله -سبحانه وتعالى- فيها التأثير، والفضل في هذه النعم يعود لله -سبحانه وتعالى- وحده.