أهلاً بك، وهدانا الله وإياكم إلى أحسن الأقوال والأفعال. إنّ الحفاظ على استقرار الحياة الزوجية واستمرارها من أهم الأمور التي حرص الإسلام عليها، وأرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سُبلها، ولا يجوز للرجل أن يعتدي على زوجته بالشتائم والسّباب، أو إغلاظ القول عليها بما يضرّها، ويسيء إليها؛ وذلك لما يأتي:
- مخالفة تعاليم القرآن الكريم
لقد بيّن المولى -سبحانه- في كتابه العزيز أنّ لكل من الزوجين حقاً على الآخر؛ في حسن العشرة، وإبقاء المودة والرحمة، وحسن التعامل؛ قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، [النساء: 19] وقال -سبحانه-: (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ). [البقرة: 237]
كما أرشدتنا الآيات الكريمة إلى كثير من الأمور التي نحتاجها في معاملتنا مع الآخرين؛ كالنهي عن رفع الصوت، أو الاستهزاء بالآخرين، والحثّ على التواضع وعدم التكبّر، والحرص على طلاقة الوجه، والعديد من الآيات التي توصي بالعفو والرحمة؛ وكل ذلك بحق الزوجة أولى وأوكد؛ لما للعلاقة الزوجية من قَداسة، وقُرب، وطول العشرة.
- مخالفة الهدي النبويّ
وهذا باب كبير لو أردنا التفصيل به لطال بنا المقام؛ فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنساء خيراً؛ فقد قال -عليه السلام-: (اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا). [أخرجه مسلم]
كما امتدح الزوج الذي يكون أفضل ما يكون لأهل بيته؛ فقال -عليه السلام-: (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ)، [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني] إضافةً لكونه القدوة الأولى للمسلمين في حرصّه -صلى الله عليه وسلم- على إدامة الحب وتجديده، والتفنن في الإحسان إلى الزوجة؛ مما يجلب الخير والبركة، والاحترام والتقدير والتسامح بين الزوجين.