ما حكم الصلاة في المسجد الإبراهيمي؟

حياك الله السائل الكريم ونفع بك، بدايةً ذهب جمهور العلماء إلى أنّ القبر الذي اتّخذه الناس مسجداً في الخليل؛ هو قبر النبي إبراهيم -عليه السلام-، والقول بإنّ الصلاة داخل المسجد الإبراهيمي لها زيادة في الأجر لا يجوز ولم يرِد، بل ثبت أنّ ابتغاء الأجر في زيارة المساجد، لا يكون إلا بزيارة ثلاثة مساجد، كما قال -عليه الصلاة السلام-: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى المَسجِدِ الحَرامِ، ومَسجِدي، والمَسجِدِ الأقصى). "أخرجه البخاري"

وأمّا عن حكم الصلاة في المسجد الإبراهيمي، ففيها أقوال، إذا كان قصدك بالصلاة في المسجد زيادة الأجر، أو نيل بركة من قبر النّبي إبراهيم -كما يظن بعض الناس-، فهذا حرام باتفاق العلماء، أمّا إذا كان مرورك على المسجد مروراً عابراً، فاللعلماء في توضيح قصد النّبي الكريم في النهي عن الصلاة بالمساجد التي تٌقام على القبور آراء متباينة.

كما وردت فتوى في دار الإفتاء الأردنية تقول: أنّ المقصود بالمساجد المنهي عنها، هي التي يكون القبر داخلها والمسجد مقام فوقها دون فواصل، وأمّا التي تكون مستقلة عن مكان الصلاة، في غرفة خارجية ضمن جدار، فتخرج من النهي، وصرّح بذلك الإمام المناوي والإمام المباركفوري -رحمهما الله-.

أمّا شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وغيره من أهل العلم، فقد بيّنوا حُرمة الصلاة في المسجد الإبراهيمي لخصوصية وجود القبر فيه ولعموم أحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومنها: (لعن الله اليهود والنّصارى اتّخذوا قبورَ أنبيائِهم مَساجد)، "أخرجه مسلم" وبيّن في كتابه مجموع الفتاوى أنّ هذا المكان لم يكن بيوم من الأيام مقصد زيارةٍ عند الصالحين أو الصحابة والتابعين، وأنّ النصارى عند إحتلاله إتخذوه كنيسة، ثمّ حُوّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجد.