ما حكم اتهام الناس بالسرقة والباطل في حضورهم؟

حياك الله أختي العزيزة، أكرمكِ الله ورفعَ عنكِ ذلك الاتّهام الباطل وغفرَ لجدَّتكِ، أما عن الإتهام بالباطل وحكمه، فإنَّ الإجابةَ عليه لها عدّة جوانب، أمَّا الحكمُ الشرعيُّ ، فيقولُ سبحانهُ وتعالى في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا). "سورة الأحزاب:58"

وذكر الطبري في تفسير البُهتان أنَّه أفحشُ الكذبِ والعياذُ بالله، والكذبُ لا يجوز في شرع الله مُطلقاً وسوفَ يكونُ آثما يحملُ وزرَ فعله يوم القيامة نسألُ الله العافية، ولا شكَّ أنّ التحدَّثَ واستغابةَ شخصٍ واتهامه بفعلٍ لم يفعلهُ فإنَّ هذا الأمرٍعظيمٌ عند الله، وليسَ بالأمر السهل لقولهِ تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ). "سورة النور:15"

والأصل في النصيحة الابتعادُ عن التشهير وفضيحة المُذنب، بل يجبُ أن ينصح المُذنبَ في السرِّ والكتمان ولا يُسمع أحداً حتّى لا يتسببَ لهُ بالإحراج وكراهية الغير والحذرَ منه، ففي أسلوب النصيحة نتيجةٌ طيبة، وتفكُّرٌ للجاني بما اقترف من الذنبِ فيُعيدَ الحق لصاحبهِ ويتوبَ إلى الله من هذا الفعل.

وإنَّ مثلَ هذهِ الأمور لا تُبنى على الظنِّ مُطلقاً، ولا بدَّ من التحرِّي والتأكّدِ من المُتّهمِ إن كان فعلاً قد سرقَ أو فعل ما يوجِبُ العقوبة أم لا، ولكن عزيزتي أرجو منك الصفح والرّضى عن فعل الجَدّةِ وتحمّلها، فالكبير قد يقولُ الشيء ولا يقصدُ السوء، ولكنَّ الكِبرَ لم يساعدهُ على اختيارِ الأسلوبِ الأمثل والأفضل.

وقد يكونُ لها مقصدٌ حَسنٌ في العامِّ الأغلبِ قد تريدُ إيصاله لكِ أو لوالدك أو الأحفادِ جميعاً كما هو حال الجدَّات، ولكن لم تستطع أن تُجيدَ المعنى، وتوصلَ رسالتها، غفر الله لنا جميعاً.