ما الفرق بين المسلم والمؤمن من حيث المفهوم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله لك التوفيق والسداد في دراستك، أما بالنسبة للسؤال: فالدّين الإسلامي فيه ثلاث مراتب، أولها الإسلام، ثمّ الإيمان، ثمّ أعلاها الإحسان، وهناك فرق بين المؤمن والمسلم يعود إلى مفهوم كلّ من الإيمان والإسلام:

1. الإيمان

هو التصديق الجازم بكلّ ما جاء من عند الله -تعالى- وما ثبت عن سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم-، ويكون الإيمان بإقرار العبد بوحدانية الله، وأركانه ستّة.

1. الإسلام

هو الخضوع لله -تعالى- وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وأركانه خمسة.

أمّا بالنسبة للفرق بين المؤمن والمسلم، فهما مصطلحان إن اجتمعا دلّ كلّ واحد منهما على نفس المعنى، وإن ذُكر كلّ واحد بإفراده فهنا يدلّ على معناه الخاصّ، فالمؤمن هنا قد تميّز بإسلامه ووصل إلى مرتبة أعلى في الدّين فَحظِي بهذا اللقب.

قال أبو بكر الإسماعيلي في رسالته إلى أهل الجبل: (قال كثيرٌ من أهل السنّة والجماعة: إنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ، والإسلام فعلُ ما فُرض على الإنسان أن يفعله، إذا ذُكر كلّ اسمٍ على حِدَته مضموماً إلى آخر فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعاً مفردَيْن، أُريدَ بأحدهما معنىً لم يُرَد بالآخر، وإذا ذُكر أحد الاسميْن، شمِل الكلَّ وعمَّهم).

وبحسب ما جاء في رسالة أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل الجبل، وضّح فيها أن الإيمان يكون بالقول والعمل، وأما الإسلام يكون بفعل الإنسان ما فُرض عليه فِعله، فكلّ من الإيمان والإسلام أُريد بأحدهما معنى غير المُراد بالآخر، وإذا تمّ ذكر الإيمان فهو يشمل الإسلام ويعمّه.

وقد وضّحت الآية القرآنية الفرق بين الإسلام والإيمان في قوله -تعالى-: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، "الحجرات: 14" فالإسلام يأتي بدايةً، وعندما يزداد التزام العبد بأوامر الله واجتناب نواهيه يرتقي إلى مرتبة الإيمان.