ما الفرق بين الكبائر والصغائر؟

أهلاً بك، ورزقنا الله حسن التوبة. أجمع أهل العلم على أنّ الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر، وذلك بنصوص القرآن الكريم والسنة النبويّة، وإجماع السلف؛ ولقد توسّع أهل العلم في إظهار الفروقات بين الصغيرة والكبيرة؛ ويمكن ذكر بعضٍ منها على النحو الآتي:

1. الكبائر
2. كل ذنبٍ يترتب عليه الوعيد، ويستحقّ صاحبه اللعن والطرد من رحمة الله -تعالى-، أو يستحقّ إقامة الحدّ والعقوبة؛ كارتكاب فاحشة الزنا، وأخذ الربا، والنمص، ونحوها من الكبائر.
3. كل ذنبٍ نصّت عليه الأدلة الشرعيّة الثابتة -من القرآن الكريم والسنة النبويّة- بأنّه من الكبائر؛ كالإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور.
4. كل ذنبٍ شدّد الله -تعالى- على إنكاره، وألحق عقوبته بنار جهنم؛ كقتل النفس.
5. كل ذنبٍ حُرم صاحبه من دخول الجنّة، أو اشتمام رائحتها؛ مثل الكاسيات العاريات، المائلات المميلات.
6. مرتكب الكبيرة إذا مات دون توبة أمرّه إلى الله -تعالى-، قد يُعذّب بقدر معصيته، ثم يُخرج من النار، وقد يُخلّد في نار جهنّم.

1. الصغائر
2. كل ذنبٍ كان ما دون استحقاق الحدّ في الدنيا -من القطع أو الجلد أو القتل-، واستحقاق الحدّ في الآخرة؛ كالسرقة بما دون النصاب الموجب للعقوبة.
3. كل ذنبٍ لم يترتب عليه اللعن في الدنيا، ولا الوعيد والنار في الآخرة، كإمامة من يكرهه الناس.
4. كل ذنبٍ لا يصل حدّ المهلكات، ولا الفواحش العظيمة، فيكون بذلك كاللمم -الذنوب التي تصدر أحياناً من الإنسان دون الإصرار عليها وتكرارها-؛ مثل الاستماع إلى الغيبة.
5. مرتكب الصغيرة إذا أصرّ عليها، أو استحلّها صار كمرتكب الكبيرة على مذهب الجمهور، فإن لم يصرّ أو يستحلّ ومات دون توبة حاسبه الله -تعالى- على قدرها، أو عفا عنه.

وينبغي التذكير أن توبة النصوحة تمحو الذنوب سواء أكانت من الكبائر أو من الصغائر، فيغفر الله -تعالى- لفاعلها، ولا يحاسبه على ما كان منه قبل توبته.