ما أهمية الرسالة الخاتمة؟

حيّاك الله السائل الكريم، وزادك الله من العلم والفهم.، إنّ جميع الأنبياء والرسل وإن اختلفت شرائعهم إلّا أنّ دينهم جميعاً هو الإسلام، بمعنى إسلام الوجه لله بالتوحيد والطاعة، فالرسالات السماوية متّفقة في الأصل الأهمّ؛ وهو التوحيد.

وأمّا السبب في ختم الرسالات برسالة الإسلام هو عموم الرسالة المحمّدية وخصوص ما سبقها من الرسالات، أي أنّ النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلّم- بُعث إلى الناس كافّة، وكانت رسالته عامّة للنّاس، وشريعته كاملة شاملة لمصالح البشر إلى يوم القيامة، فلا يُحتاج معها إلى شريعة أخرى وبعثة نبيّ آخر.

قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، "المائدة: 3" وقوله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، "سبأ: 28" بينما كانت الرسالات السابقة خاصّة بأقوامهم فقط.

وتكمن أهميّة الرسالة الخاتمة بالنسبة للفرد والمجتمع في ما يأتي:

1. إيصال الفرد والجماعة إلى تحقيق السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال -تعالى-: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ) "النحل: 97".
2. تهذيب وتوجيه الاحتياجات الفطريّة والغرائز الجسديّة إلى الوجهة الصحيحة دون كبتها أو منعها.
3. إسقاط الفوارق العرقيّة والماليّة التي كانت مقاييس التفاضل بين الناس، قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ) "الحجرات: 13".
4. تنظيم جميع جوانب الحياة، وتنظيم علاقة الإنسان مع ربه، وتنظيم علاقته مع الآخرين حتى إنها لم تغفل عن تنظيم علاقته مع نفسه.
5. تحقيق الصلاح والاستقامة، وتحريره من العقائد الباطلة، ونقله من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإيمان والعلم.
6. ترسيخ الإيمان في القلب، والثّبات على طاعة الله، وجعل نظر الإنسان موجّه إلى الآخرة.
7. زرع الفضيلة والخير في الإنسان؛ ممّا يؤدي إلى نشر المحبّة، والتسامح، والأخوّة في الله.
8. الوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب؛ إلّا للضرورة، وإقامة العدل والإنصاف.