حيّاك الله، ووفقك في مسابقتك. ذهب أهل العلم إلى أنّ السبب الحقيقي وراء تقبيل الحجر الأسود هو اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك؛ بدلالة قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندنا أراد تقبيل الحجر: (أَما واللَّهِ، إنِّي لَأَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- اسْتَلَمَكَ ما اسْتَلَمْتُكَ)، [أخرجه البخاري] وفي رواية مسلم: (وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ).
وإضافة إلى ما سبق، فإنّ بعض أهل العلم ذهبوا إلى أسباب أخرى لتقبيل الحجر الأسود، ومن ذلك:
- أنّ استلام الحجر الأسود من قبيل ذكر الله -تعالى-؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما جُعِلَ الطَّوافُ بالبيتِ، وبينَ الصَّفا والمروةِ، ورمْيُ الجمارِ لإقامةِ ذِكْرِ اللَّهِ). [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]
- أنّ تقبيل الحجر الأسود فيه تعظيم لشعائر الله -تعالى-، وإظهار العبودية له؛ باتباع أوامره وطاعته؛ قال -تعالى-: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). [الحج: 32]
- أنّ تقبيل الحجر الأسود فيه تكريم لذكرى بناء الكعبة زمن نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وتذكر لإكرام الله -تعالى- لرسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ بأن يرتضيه قومه في التحكيم الذي حصل بسبب التنازع على وضع الحجر الأسود؛ لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبكي عند استلامه له.