أنا رجل تعرّضت في حياتي لابتلاءات متعدّدة، وكثيراً ما أسمع أهمية وفضل الصبر على البلاء، ولكني لا أعرف بشكل واضح كيف يكون الصبر على البلاء، وأريد أنْ أطمئن هل وفقني الله للصبر على الابتلاءات التي مررت بها أم لا؟ أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيراً.
0
أنا رجل تعرّضت في حياتي لابتلاءات متعدّدة، وكثيراً ما أسمع أهمية وفضل الصبر على البلاء، ولكني لا أعرف بشكل واضح كيف يكون الصبر على البلاء، وأريد أنْ أطمئن هل وفقني الله للصبر على الابتلاءات التي مررت بها أم لا؟ أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيراً.
0
1
حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يدفع عنك البلاء ويجعلك من الصابرين، واعلم أنّ الدّنيا دار بلاءٍ وامتحان، وهي لا تصفو لأحد، لذلك كان أجر الصابر على البلاء عظيماً، ولا يعلم بمقداره إلا الله -سبحانه-، ولعلّ في هذه النقاط الآتية ما يشفي صدرك في الإجابة على تساؤلك:
يكون الصبر على البلاء بالإيمان بحِكمة الله -تعالى- المطلقة، وبالإيمان بقضائه وقدره وعدم الجزع والتسخّط على أقدار الله، واعلم أنّ الإيمان بقضاء الله وقدره ركنٌ من أركان الإيمان، وهو سبيل الرّاحة والسعادة والطمأنينة في قلب المؤمن، لأنّه يوقن أنّ الله -سبحانه- لا يُقدِّرُ عليه شيئاً إلا لخيرٍ ولحكمةٍ.
إنّ مجاهدة النفس من العبادات العظيمة التي يُثاب عليها المؤمن ثواباً عظيمة، والصبر وكفّ النّفس عن الضّجر والسّخط يحتاج إلى مجاهدة، ومَن وطّن نفسه على الصبر ابتغاء رضا الله -تعالى- عنه فإنّ الله -سبحانه- يُعينه على ذلك، ويكتب له أجراً عظيماً، ويهديه إلى سبل الرّشاد.
وصدق الله إذ يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، [العنكبوت:69] ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ). [أخرجه البخاري]
إنّ الدعاء واللّجوء إلى الله -تعالى- والوقوف بين يديه عند الشّدائد من أكثر ما يُعين المؤمن على الصبر، فيستشعر العبد أنّه في معيّة خالقه المدبّر لأمره، والقادر على فكّ كربه، فيكون قويَّاً ومتصبِّراً بالله، ويستحضر قول الكريم -سبحانه-: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). [الأنفال:46]
لا يخفى ما في الصبر من الأجور العظيمة عند الله -سبحانه-، فهو القائل في كتابه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، [الزمر:10] ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن شَوْكَةٍ فَما فَوْقَها إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بها دَرَجَةً، أوْ حَطَّ عنْه بها خَطِيئَةً). [أخرجه مسلم]
ولا يدري الإنسان موطن الخير له، فربّما ظنّ أنّ الأمر شرٌّ في ظاهره، ولكن يقضي الله أن يكون فيه خيراً عظيماً، أو ربّما أصاب المؤمن بلاءً رفع درجته عند الله -تعالى-، ولولا البلاء الذي أُصيب به لما نال هذه المنزلة، ولذلك قال النبي الكريم: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له). [أخرجه مسلم]
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.