أنا فتاة أحاول مجاهدة نفسي للرضا بما يحدث معي من الصعوبات والابتلاءات، وأحيانا أجد نفسي لا أرضى دائماً، فكيف يكون الرضا بالقضاء والقدر؟
-1
أنا فتاة أحاول مجاهدة نفسي للرضا بما يحدث معي من الصعوبات والابتلاءات، وأحيانا أجد نفسي لا أرضى دائماً، فكيف يكون الرضا بالقضاء والقدر؟
-1
-1
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
حياكِ الله أختي الكريمة
أسأل الله أن يزرع الرضا في قلوبنا وقلبكِ، ولتعلمي أختي الكريمة، أن العباد في مسألة الرضا، قسمهم أهل العلم إلى قسمين، القسم الأول هم من زرع الله -سبحانه وتعالى- في قلوبهم الرضا لعلمه -عز وجل- الصلاح فيهم، ففي محكم كتابه الكريم يقول: (اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) [الشورى: آية 13]
أما القسم الثاني فهم من يجاهدون أنفسهم للوصول إلى كمال الإيمان، والذي فيه يتحقق الرضا، ولتعلمي أختي الكريمة أن مجاهدة النفس والسعي لإتمام الإيمان بالقلب، يكون بهداية من الله عز وجل، والتي تتحقق عندما يكون العبد منيباً، أي أنه يرجع إلى الله في كل أحواله حتى وإن عصى أو قصر، وذلك لأن قلبه متوجه إلى الله سبحانه وتعالى. هذا والله أعلم.
واعلمي أن مجاهدة النفس أمر ليس بهين، ولا بد من ترسيخ الإيمان في القلب، حتى تعين نفسك على الرضا، والكيفية التي يترسخ فيها الإيمان في قلبك، هي الاعتقاد بكمال الله عز وجل، وأنه محسن لعباده، وأن قضاءه يستحق الرضا، لأن حكمه عدل وخير.
وكذلك عليكِ أن تتذكر أنه ما أصابكِ من قدر ما كان ليخطئكِ، وما أخطائكِ ما كان ليصيبكِ، فعليكِ بالرضا بجميع الأحوال، وإن أصابكِ خير اشكري، وإن أصابكِ شر فاصبري.
وأخيرًا إن رضا العبد عن ربه، سبب في رضا الله سبحانه وتعالى عنه، وإن رضا الله هو الفوز العظيم، فهو مكانه أعلى من الجنة.
-1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.