1

كيف نشأ الإعجاز القرآني؟

قبل فترة قصيرة قرأت كتاباً يتحدث عن الإعجار القرآني، ومظاهره، وأبرز العلماء الذين كتبوا في هذا المجال، فأثار هذا الأمر عندي الفضول لمعرفة كيف نشأ هذا العلم؟ فكيف نشأ الإعجاز القرآني؟

10:12 25 نوفمبر 2021 765 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
تسنيم أبو النادي
تسنيم أبو النادي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 10:12 25 نوفمبر 2021

أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، وحياك الله -تعالى-، في البداية أودّ أن أنوّه إلى أنّ الإعجاز في القرآن الكريم مرتبط بالقرآن الكريم نفسه، فبنزول القرآن نزل الإعجاز معه بكافة أنواعه


أما عن الكتابة فيه فلم تأتِ إلا بعد جهود متعددة ومتواصلة من علماء اللغة، والنحو، والبيان، والكلام، والأصول، والذين قدموا أساسات بناء صرح الإعجاز؛ كأمثال الخليل بن أحمد، وسيبويه، والفراء، والشافعي، والجاحظ، وغيرهم الكثير، فهم من وضع قواعد هذا العلم العظيم، وسأذكر لك المراحل التي مر بها ذلك شيئاً فشيئاً:


  1. في القرن الثاني للهجرة

في القرن الثاني للهجرة ظهرت قضية الإعجاز بشكل غير مباشر في كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة وكتاب معاني القرآن للفراء؛ لأنهم أشاروا في هذه الكتب إلى أسلوب القرآن ونظمه، وعن استخدام التشبيه والكناية والإشارة فيه.


وهذه موضوعات مهمة تبيّن مدى إعجاز القرآن الكريم، وبعد ذلك ظهرت كلمة أو لفظ الإعجاز بالتحديد مع كثير من الإشارات واللمحات في هذا الموضوع في القرن الثالث، خاصة عند النظام المعتزلي وعند الجاحظ، كما وُجِدت عند ابن قتيبة وهو إمام من أئمة أهل السنة.


  1. في القرن الرابع للهجرة

مرَّ الإعجاز بمرحلة جديدة، فقد وصلت إلينا رسالتان؛ أحدهما للإمام أبو سليمان الخطابي، والأخرى لأبي عيسى الرماني، وكانتا الأساس لما كُتِب في الإعجاز فيما بعد، وقد توسع الرماني في رسالته في الحديث عن البلاغة، فكانت غالبية رسالته تتحدث عن ذلك.


أما الخطابي فبدأ رسالته بإثبات عجز العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وبيّن أن تلك قضية من مسلمات التاريخ، وبيَّن في رسالته أيضاً وجوه إعجاز القرآن وعلَّق على كلٍّ منها.


  1. في القرن الخامس للهجرة (العصر الذهبي)

ويسمى بالعصر الذهبي للإعجاز، بسبب ظهور بعض الكتب التي جمعت كثير من جوانب الإعجاز بطريقة تفصيلية أكثر بكثير عن ذي قبل، فظهر كتاب إعجاز القرآن للباقلاني، وكتاب المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار الهمذاني.


وبَرَعَ أيضاً عبد القاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز، بالإضافة لكتابة الرسالة الشافية، والتي عرض فيها بعض القضايا الأولى التي تتصل بالإعجاز وكتابته لنظرية النظم، بالإضافة لفضل الإمام محمود بن عمر الزمخشري بسبب تطبيقه لهذه النظرية تطبيقاً عملياً تفصيلياً في تفسير كتاب الله -تعالى- في كتابه الكشاف.


  1. في العصر الحديث

في العصر الحديث رأينا أيضاً جهوداً طيبة في موضوع الإعجاز، فكتب الأستاذ مصطفى صادق الرافعي في إعجاز القرآن، وكانت كتاباته في هذا الموضوع تتصف بالعمق في الأسلوب والسعة في الاطلاع مع قوة في العرض.


وكان لكتاب النبأ العظيم للدكتور عبد الله دراز دورا مهما أيضاً؛ فقسّم كتابه لقسمين، الأول كان في بيان مصدر القرآن الكريم، والثاني في إعجاز القرآن، ولا ننسى سيد قطب في إثراء مثل هذه المواضيع في كتبه مثل: التصوير الفني في القرآن الكريم، ومشاهد القيامة، وكتاب الظلال، وغيرها، بالإضافة إلى روعة أسلوب الشيخ محمد متولي الشعراوي في حسن عرضه وأسلوبه الشيِّق في الحديث عن مواضيع الإعجاز.


فكانت هذه أبرز المراحل التي نشأ فيها الإعجاز القرآني منذ نزول القرآن الكريم، حيث وُجِدَ ضمنياً فيه إلى أن بدأوا بالالتفات إليه والكتابة عنه بشكل عام غير مفصَّل، وحتى وصلنا لعصرنا الحديث فتم التوسع في هذا العلم وكتابة الكثير من الكتب القيِّمة فيه.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع