السلام عليكم ورحمة الله قرأت في منشور على الفيسبوك عن أخلاق أبو جهل قبل الإسلام، وكان مكتوب فيه أن أبا جهل رغم أنه لم يسلم إلا أنه كان يتحلى بأخلاق حسنة قبل الإسلام، وأريد معرفة مدى صحة ذلك، فكيف كانت أخلاق أبو جهل؟
0
السلام عليكم ورحمة الله قرأت في منشور على الفيسبوك عن أخلاق أبو جهل قبل الإسلام، وكان مكتوب فيه أن أبا جهل رغم أنه لم يسلم إلا أنه كان يتحلى بأخلاق حسنة قبل الإسلام، وأريد معرفة مدى صحة ذلك، فكيف كانت أخلاق أبو جهل؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكراً لك أخي السائل على حرصكَ على تحرّي الدّقة والتأكد من المعلومات، فليس كلّ ما يُقرأ على منصّات التواصل دقيقاً.
وفيما يخصّ أخلاق أبي جهل؛ نعم كان العرب جميعهم قبل الإسلام فيهم شِيَم ليست في باقي الأمم، فكانوا أصحاب نخوة ونصرة للمظلوم، وكانوا يُكرمون الضيوف، وغير ذلك من الشيم الحميدة.
كما كان أبو جهل يُوصَف في الجاهلية بأبي الحكم؛ لما كان يتمتع به من الحكمة والدّهاء، ولكنّ عناده وتمسّكه بموروثاته السابقة كان حائلاً بينه وبين دخوله الإسلام، فنفى عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذا اللقب ولقّبه بأبي جهل؛ لما له من مواقف عدائية كثيرة ضد الرسول وأصحابه.
0
0
السائل الكريم، نستذكر في البداية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا ربه أن يجعل أبا جهل من المسلمين، وجعل الدعاء بينه وبين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: (اللهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ)، "أخرجه أحمد بسند صحيح" وهذا مؤشّر لما كان يتّصف به أبو جهل من الصفات التي تخدم الإسلام والمسلمين لو قُدّر له أنْ يُسلِم.
ولو أسلم أبو جهل لكان له في الإسلام في مكانة عالية وقيمة كبيرة، ولم يتمنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إسلام أبي جهل إلا لما يمتاز به من الصفات التي فيها عزة للإسلام، إذن أبو جهل يحمل من الصفات التي تكفي لأن تزيد المسلمين عزة.
هل ترغب بمعرفة صفات أدقّ عن أبي جهل؟ ها هي بين يديك
ومن أجل هذه الصفات البارزة في شخصيته تمنّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إسلامه، ودعا له بأن يكون من المسلمين؛ وذلك من أجل أن ترجع فائدة إسلامه بالنفع على المسلمين، ورغم كل هذه الصفات التي منحها الله -تعالى- لأبي جهل، إلا أنّه لم يستخدمها في الخير، بل استخدم ذكاءه وفصاحته، وقوة شخصيته للضرر بالمسلمين.
كيف وظّف أبو جهل صفاته في عداء الإسلام؟
إنّ أبا جهل هو من أشار على الكفار بقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فوضع خطة محكمة عجيبة تدلّ على دهائه، وهو أن يختار الناس من كل عشيرة فتى من فتيانها، فيضربوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضربة رجل واحد، ثم يتفرق دمه بين القبائل.
ولما كانت صفات أبي جهل بارزة وشديدة الظهور كانت مواقفه كذلك كصفاته بارزة وقوية، وبقدر ما كان ذكيّا وفصيحاً وسيّدا، كان عداؤه شديداً وقاسياً على المسلمين، ولو قارنّا بينه وبين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كون صفات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قريبة من صفات أبي جهل، فإنّ عمر استخدم أوصافه في خدمة الإسلام ونصرة الدين، فبرز دوره وظهر قوياً جلياً؛ لأنّ صفات عمر ليست بالصفات البسيطة، فكان نفعه قوياً في خدمة الإسلام والمسلمين.
وكذلك في المقابل كان استخدام أبي جهل لمواهبه التي منحه الله -تعالى- إياها دور بارز في عداء الإسلام والمسلمين، حتى إنه لم يفوّت أصغر المناسبات للنيل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أجل هذا جاء ذكر أبي جهل في القرآن كثيراً، وقد ذكر بعض أهل العلم أنّه نزل في أبي جهل أربع وثمانون آية، كلها تسجل مواقفه الخبيثة، وعداءه للإسلام والمسلمين.
هذا والله -تعالى- أعلم وأحكم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.