كم عدد الأحاديث التي حفظها الإمام أحمد بن حنبل؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك أخي الكريم، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يوفّقك ويُعينك على طلب العلم، فالعلم خير ما تُبذل لأجله الأوقات والأموال، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل حافظاً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال أبو زرعة الرازي لعبد الله بن أحمد: "كان أبوك يحفظُ ألف ألف حديث" ^[١] ، أي يحفظ مليون حديث.

وهو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ، ولد سنة 164هجرية، وتوفي سنة 246هجرية، وهو إمام من أئمة الإسلام، وعلم من أعلامهم، وهو الذي يُنسب إليه المذهب الحنبليّ، وقد كان عالماً، مجتهداً، مشهوراً في الفقه، والحديث، والزّهد، والوَرع، والتّقوى، قال عبد الرزاق الصنعاني: "ما رأيت أحداً أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل".

وشهد له الإمام الشافعي -رحمه الله- بالتقوى والفضل، فذُكر أنّه خرج من بغداد ولم يترك فيها رجلاً يفوق الإمام أحمد بن حنبل علماً، ولا فضلاً، ولا فقهاً، ولا تقوى.

وقال إبراهيم الحربي: "رأيت أبا عبدالله كأنّ الله جمع له علم الأوّلين والآخرين"، وقد ألّف كتاباً عظيماً، جمع فيه أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو كتاب المُسند والذي يحوي ما يُقارب أربعين ألف حديث شريف، وهذا الكتاب يُسمّيه العلماء بكتاب الإسلام؛ لأهمية الأحاديث التي يَحويها من ناحية الصحة، وما تتضمنه من دلالاتٍ.

ولم يكن الإمام أحمد بن حنبل مجرد عالمٍ يحفظ ويُؤلّف ويدرّس، وإنّما كان جريئاً على قول الحق لا يخاف في الله لومة لائمٍ، وهو الذي نصر الدين في فتنة القول بخلق القرآن، فتصدّى للمعتزلة وناظرهم، وأقام عليهم الحجة، وصبر على أذى السلطان، وتحمّل العذاب في سبيل إحقاق الحق، وإبطال الباطل، فأعزَّ الله به الدين، وأبان به الحقّ.