أسأل الله لك التسهيل والسلامة، ورزقك الله بخلف صالح في دينه ودنياه، وجعله مباركاً، وبرّاً بوالديه.
السؤال يدعو إلى الاهتمام، والجواب عليه كما يأتي:
أختي لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء يدل على تخصيص شيء من القرآن للقراءة على الحامل من أجل تسهيل الولادة، فلم يرد ذلك لا في القرآن ولا في السنة.
ولكن يجوز قراءة القرآن الكريم على كل مرض، فالقرآن الكريم كله شفاء يشفي الله -تعالى- به من أي سقم ومرض، قال الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا). "سورة الإسراء:٨٢"
ولكن بعض الصالحين جرّبوا بعض الآيات فوجدوا نفعها، وقد ذكر بعض العلماء بعض الآيات في هذه المسألة:
فقد ورد عن أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- أنه كان يكتب للحامل، قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: "رأيت أبي يكتب للمرأة، إذا عسُر عليها ولادتها، في جامٍ أبيض أو شيءٍ نظيفٍ، يكتب حديث ابن عبَّاسٍ: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربِّ العرش العظيم، الحمد لله ربِّ العالمين: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ)، "سورة الأحقاف: 35"، (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)، "سورة النازعات:46".
وذكر الإمام ابن القيم أنه يقرأ عليها: (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ* وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ* وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ* وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)، "سورة الانشقاق:1-4".
واقترح الشيخ ابن عثيمين قراءة سورة الزلزلة، أو قول الله -تعالى-: (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ)، "سورة فاطر:11" أو قوله -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، "البقرة:185".
والله -تعالى- أعلم.