السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب تعرضت للظلم في أمر وكانت المظلمة كبيرة، ولم أستطع أخذ حقي من الشخص الذي ظلمني؛ لأنه شخص قوي ولديه العديد من المعارف، فهل يمكن الانتقام من الظالم بحسبنا الله ونعم الوكيل؟
0
السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب تعرضت للظلم في أمر وكانت المظلمة كبيرة، ولم أستطع أخذ حقي من الشخص الذي ظلمني؛ لأنه شخص قوي ولديه العديد من المعارف، فهل يمكن الانتقام من الظالم بحسبنا الله ونعم الوكيل؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله -تعالى- أن يرد إليك مظلَمتك، وأن يجزيك جزاء الصّابرين، وخير ما فعلت بقولك حسبنا الله ونعم الوكيل؛ لما لها من فضل عظيم وأثر كبير في توكلك على الله تعالى، فخير أعمال القلوب هو التوكل على الله -تعالى-، وخير التوكّل يكون بقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فأنت بذلك فوّضت أمرك للخالق العظيم الذي يعلم ما تسرّ النفوس.
وبقولك هذا قد سلّمت أمرك لله -تعالى-، والتجأت إليه، والله -تعالى- يعلم بمظلمتك، وسيكفيك، واعلم أن الله -تعالى- قد جعل للمظلوم دعوة لا تُردّ، وقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضيَ الله عنهما- أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إلى اليَمَنِ، فَقالَ: (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ).
فيجوز للظالم أن يدعو على من ظلمه بما أراد دون أن يتجاوز الأمور المنهي عنها، واعلم أنّك بعدم دعائك على من ظلمك واكتفائك بقول: حسبي الله ونعم الوكيل، قد فعلت الأمثل، فأنت قد صبرت على ظلمه، والله -تعالى- لا يضيع أجر الصابرين، ويوفيهم أجرهم من غير حساب، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، "الشورى: 43".
وهذا الدعاء قاله خليل الله إبراهيم -عليه السّلام- حين أُلقي في النّار، وهو قول المصطفى محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، حيث أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) "آل عمران: 173". فتوكّل على الله وكفى بالله وكيلًا.
0
0
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يقول -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (الذين قال لهم النَّاس إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ). "آل عمران: 173-174"
وردت الآية الكريمة في حال المسلمين يوم واقعة حمراء الأسد، وذلك يوم قال لهم المُثبّطون عن استعداد العدوّ لِلُقْياهم، محاولين تنكيس هممهم وتخويفهم، فما كان منهم إلا أن تجهّزوا بالإيمان والثقة به -سبحانه-، فسلّموا لله الأمر واكتفوا به، فهو نعم النّصير وعليه حُسن الاتّكال، فكانت النتيجة أن عادوا إلى قومهم بنعمة النصر والظفر بالغنائم، فلم يمسسهم كيد العدو، ونالوا عظيم تأييد الله -تعالى-.
وهذا حال المؤمن حين يُوكّل أمور الأرض إلى ملك الملوك، فنعم الموكول إليه ونعم الوكيل، فيكفّ به الأيدي، ولا يضرّه بعد ذلك كيد المكيدين، أو صنيع الخبثاء، وبهذا تتجلى صفات أهل الإيمان الذين إذا واجهتهم الشرور ومُختلف الأمور؛ فيزدادوا توكلاً ويقيناً واعتماداً على المولى -سبحانه-، فهو خير من ينتقم، وخير من يرد الحقوق إلى أهلها، وخير من يُلقن الظالمين دروساً فيجعل منهم عبراً.
والمسلم بقوله "حسبنا الله ونعم الوكيل" في وجه الظالم، يشعر بتحسُّن الروح المعنوية لديه، ويشعر بإلقاء الرعب في نفس الظالم، فالأمر متروكٌ لله.
ويمكننا استنباط بعض الإشراقات المعنوية، من قول هذه العبارة بما يأتي:
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.