السلام عليكم، لدي سؤال مهم، هل من الممكن أن أكون أحد المبشرين في الجنة؟ أنا أحب الله تعالى كثيراً وأريد أن أضمن دخول الجنة، فهل يمكن أم أن المبشرين في الجنة هم عشرة ولن يُبشر أحد بعدهم في الجنة؟ وإذا كان ممكن ذلك فماذا علي أن أفعل لكي أبشر في الجنة؟
4
السلام عليكم، لدي سؤال مهم، هل من الممكن أن أكون أحد المبشرين في الجنة؟ أنا أحب الله تعالى كثيراً وأريد أن أضمن دخول الجنة، فهل يمكن أم أن المبشرين في الجنة هم عشرة ولن يُبشر أحد بعدهم في الجنة؟ وإذا كان ممكن ذلك فماذا علي أن أفعل لكي أبشر في الجنة؟
4
5
أسأل الله أن يرزقك جنته، ويزيدك علمًا ومعرفة، سؤالك يثير الاهتمام؛ لأن كثيرا من الناس يتشوق لمعرفة مصيره، ويتمنى أن يكون من أهل الجنة.
أما سؤلك عن عدد المبشرين في الجنة؛ فليس العدد محصورًا بالعشرة فقط، أما العشرة المبشرون فقد بشّرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث واحد، وهم أفضل عشرة في الصحابة الكرام، فأصبحت عبارة (المبشرون العشرة) أشبه بمصطلح يدلّ على هؤلاء، وهذا لا يعني انحصار العدد في هؤلاء العشرة.
فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن كثيرا من الصحابة بُشّروا بالجنة سوى هؤلاء العشرة، فمن هؤلاء مثلا:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ). رواه الحاكم في المستدرك، وهو صحيح.
بشّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، فقال: (فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ)، رواه البخاري في صحيحه.
وذلك عندما ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفة بعض من يدخلون الجنة: (فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ)، رواه البخاري في الصحيح.
وبُشّرت بعض النساء بالجنة، مثل: خديجة بنت خويلد، وفاطمة، وعائشة، وسمية أمّ عمار بن ياسر.
هؤلاء وغيرهم كثير قد ثبتت لهم الجنة بالنص الصحيح، أما سواهم فلا يمكن الجزم له بالجنة، حتى ولو كان من أصلح الصلحاء، حتى ولو كان عمر بن عبد العزيز، أو الحسن البصري، فلا يمكن أن نجزم لأحد بالجنة أو بالنار إلا بنصّ من الكتاب أو من الحديث الصحيح فقط.
وعليك القيام بالأعمال الصالحة التي تبلّغك الجنة من فرائض ونوافل، وأنصحك أن تقرأ سير المبشرين بالجنة وأن تقتدي بأعمالهم، واعلم أن المبشرات كثيرة، ولكنها ظنية لا نجزم بها، منها: ثناء الناس على الصالحين، فهذه بشارة لهم، والرؤيا الصالحة الذي يراها الرجل أو التي تُرى له.
والله تعالى أعلم
5
1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اللهمَّ وفقنا لأحبِّ الأعمال إليك، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، حتى نكون على قدر ما وعدت به عبادك الصالحين، ولا شكَّ أنَّ وعد الله لعباده بإدخالهم الجنَّة لا يقف عند حدٍّ ولا ينحصر بعدٍّ، فمن سار على خُطى المبشرين سيلحق بهم، وينال ما نالوا -بإذنه تعالى-.
ما على أحدنا إلَّا أن يترقَّى في مراتب التقوى والإيمان، وصولاً لأعلى المقامات وهو مقام الإحسان والمراقبة لله في كلِّ حركة وسكنة، والذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك). "أخرجه البخاري"
والاستغراق في النوافل بعد أداء الواجبات، تصل بالعبد إلى أقرب المقامات، يقول -تعالى- في الحديث القدسي: (وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه). "أخرجه البخاري"
وإذا أحبَّ الله عبداً وُضعت له المحبَّة في السماء، وبعدها يُوضع له القبول في الأرض، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله -تبارك وتعالى- إذا أحبَّ عبداً نادى جبريل: إنَّ الله قد أحبّ فلاناً فأحبّه، فيحبُّه جبريل، ثمّ ينادي جبريل في السماء: إنَّ الله قد أحب فلاناً فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض). "أخرجه البخاري"
هذه هي التي سمَّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (تلك عاجل بشرى المؤمن)، "أخرجه مسلم"، وإنّ هذه البشرى المعجلة للمؤمن في الدنيا، دليل على أنَّ هنالك بشرى مؤجلة في الآخرة، وأنّه يُبعث على ما عاش عليه، ولحوقه بمن كان يحبَّهم في الحياة الدنيا، ويتتبع خطاهم، ويشابههم في أعمالهم وأخلاقهم.
وقد ورد في السنَّة أعمال مخصوصة كثيرة أوجبت لصاحبها الجنة، تبدو في ظاهرها خفيفة، ولكن المعوَّل فيها على النيَّة والإخلاص، منها ما يأتي:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)، وفي رواية: (فقام إليه عكَّاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، ثمّ قام إليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكَّاشة). "أخرجه البخاري"
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيته بوَضوئه وحاجته فقال لي: (سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود). "أخرجه مسلم"
جاء في هذا الحديث قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في ثلاث ليال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنّة) فتبع عبد الله بن عمرو بن العاص الرجل وقال له: (فأردت آوي إليك فأنظر عملك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غِلاًّ لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه، قال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق). "أخرجه أحمد، صحيح"
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.