كيف نقتدي بأبي هريرة رضي الله عنه؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله السائل الكريم، وبارك الله -تعالى- في مسعاك، وزادك همّة، وسأسرد لك بعض الوسائل التي لك أن تعمل بها ليكون الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- خير قدوة لك، وذلك لأن الرابط المشترك هو اتباع خيرالأنام محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك ما يأتي:

حفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:

فكما هو معروف عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- بأنه كان من أكثر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حفظاً لأحاديثه، وهناك عدداً من الطرق والأساليب التي تحقّق هذه الخطوة:

1. البدء بالأحاديث النبوية التي تحتاجها في يومك وحياتك، مثل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار عقب الصلوات، وصفة صلاة رسول الله، وغير ذلك من الأمور الدينية التي تمر في حياتنا اليومية، فعليك أن تعمل جدولًا لحفظ ما يحتاج يومك من الأحاديث.
2. ثم البدء بحفظ الأحايث النبوية التي تتكلّم عن صفاته الخُلُقيّة.
3. ثم حفظ الأحاديث النبوية التي تتناول سيرته -صلى الله عليه وسلم- ومغازيه، ومن الممكن أن تفهم سيرته وتُتقنها دون الحفظ الحرفي للآثار في باب المغازي النبوية.

نشر ما قد تعلّمته من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى من تعرفهم:

ويمكن لك استثمار هذا في مجالس الأهل والأصدقاء، ووسائل التواصل الاجتماعي في زمننا هذا، فقد كان لأبي هريرة -رضي الله عنه- عدد كبير من التلامذة، وكانوا يتعلمون منه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقدّر الإمام البخاري -رحمه الله- بأنّ عددهم قد وصل إلى ثمانمئة تلميذ.

تعلّم القرآن الكريم بإحدى القراءات السبع:

يُعدّ الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- واحداً من أعلام قُرّاء الحجاز، فكان -رضي الله عنه- قد تلقّى القرآن الكريم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا باب يسير الخوض فيه بإذن الله، فمراكز حفظ القرآن مليئة بدورات التجويد التي يتم فيها إعطاء سند قراءة القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

دراسة الفقه الإسلامي:

كان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يُفتي الناس في أمور دينهم، وهذا متوقف على فهم حديث رسول الله ودراسته.

وفي نهاية الأمر اعلم السائل الكريم بأنّه مهما مضى من العمر فلا شيء يمنع أو يُعيق الشخص عن البدء في دراسة العلم الشرعي؛ من قرآن، وحديث نبوي، وفقه إسلامي، فهذا الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- أسلم بعد مرور عشرين عاماً على الدعوة النبوية.

حيث أسلم في السنة السابعة من الهجرة، ولازم النّبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكان هذا خير محفّز له على خدمة الدين الإسلامي، فأصبح من أوائل الصحابة الذين توجّه النّاس لهم لسماع حديثِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.