هل يقع الطلاق المعلق على شرط؟

حياك الله السائل الكريم، وأسال الله أن يصلح حالكم، بدايةً إنّ الطلاق المُعلّق على شرط يقع في حال حصول الشرط الذي تم وضعه، فقولك لزوجتك أنتِ طالق إذا نام أخي في بيتي مرّة أخرى، فإنّ الطلاق وقع فعلياً بسبب تحقّق الشرط الذي وضعته، ألّا وهو نوم أخيك في البيت، فلو أنّ أخيك لم ينم في بيتك، لما وقع الطلاق، فحصول الطلاق قُيِّدَ بحدوث حالة واحدة، وقد حصلت بالفعل.

وعليك أخي الكريم العودة لدائرة الإفتاء للتأكّد من ثبوت الطلقة، فإن تمّ التأكيد على ذلك، فإما أن تكون طلقة رجعية بائنة بينونة صغرى، إذا كانت الطلقة الأولى أو الثانية، وتستطيع عندها إرجاع الزوجة بفترة عدتها، أو بعد العدة ولكن بعقد ومهر جديدين، أو أن تكون طلقة بائنة بينونة كبرى إذا كانت الثالثة والأخيرة، ولا يمكن إرجاع الزوجة مرة أخرى، إلا بعد زواجها من شخص آخر وطلاقها منه.

قال الله -تعالى-: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). "البقرة:229"

وننصحك بعدم التسرُّع والاستعجال في الطلاق مرة أخرى، وأن تهدأ وتقوم بحساب كلِّ كلمةٍ تخرج منك في لحظة الغضب، التي قد تورّث الحسرة والندامة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه السلام-: (أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ)، "أخرجه البخاري" فهذه وصية رسولنا الكريم؛ فالغضب مدخلٌ للشيطان