توفي لي طفل وهو في رحم أمه، وبعد دفنه أردت زيارته، وسمعت أنه من غير الجائز زيارة الجنين المتوفى، فما صحة ذلك؟
0
توفي لي طفل وهو في رحم أمه، وبعد دفنه أردت زيارته، وسمعت أنه من غير الجائز زيارة الجنين المتوفى، فما صحة ذلك؟
0
1
أسأل الله أن يجبر مصابكم ويجعله فرطكم إلى الجنة، إذا كان الجنين قد بلغ أربعة أشهر فأكثر ونُفخ فيه الروح فقد صار إنساناً، وله حكم الإنسان من الصلاة عليه ودفنه وتغسيله وتكفينه، وله حرمة الإنسان، وبالتالي زيارة قبره مشروعة شأنها شأن سائر قبور الآدميين.
وزيارة القبور مشروعٌ فيها الزيارة الشرعية التي يكون المقصود منها الدعاء للميت والاستغفار له وأخذ العظة والاعتبار بالنسبة للحي، كما جاء في الحديث عن بريدة الأسلمي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قَد كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زيارةِ القُبورِ، فقَدْ أذنَ لِمُحمَّدٍ في زيارَةِ قبرِ أمِّهِ، فَزوروها فإنَّها تذَكِّرُ الآخِرةَ). "أخرجه الترمذي، صحيح"
وما دام أن الجنين لم يبلغ الحنث ولم يجرِ عليه القلم فلا سيّئات له، فيكون المشروع هو الدعاء لوالديه أن يكون الولد سبباً في دخولهما الجنة، كما جاء في الأثر عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه كان يدعو في الصلاة على الطفل بقوله: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً، وَسَلَفاً، وَأَجْراً".
واستحبّ بعض السلف الدعاء بما يأتي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطاً وَذُخْراً لِوَالِدَيْهِ، وَشَفِيعاً مُجَاباً، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمَا، وَأَعْظِمْ بِهِ أُجورَهُمَا، وَأَلْحِقْهُ بِصَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَاجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الْجَحِيمِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَسْلاَفِنَا، وَأَفْرَاطِنَا، وَمَنْ سَبَقَنَا بِالْإِيمَانِ".
والله -تعالى- أعلم.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.