هل يجوز تزامن رفع الأذان وتلاوة القرآن في مآذن قريبة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الآذان يُرفع لوحده دائماً، وليس هناك من يرفع الآذان ويُزامن القرآن معه، بل يكون القرآن أو الدعاء قبل رفع الآذان، وإن كنت قد سمعت ذلك فمن المُحتمل أنّه عُطلٌ فني لا أكثر، ولا توجد مسألة في الفقه تتكلم عن حكم رفع مزامنة القرآن مع صوت الأذان.

إنَّ رفع صوت المآذن والمكبرات بالصلاة، والقرآن والأذان هو أمرٌ مباح؛ ولا حرج فيه، لكنّه ليس شرطاً من شروط الصلاة، ولا رُكناً من أركانها، ولا واجب من واجباتها، وليس بهذا الرفع ما هو مُفسد أو مُبطل للصلاة كذلك، وهذه المُكبرات لا تُثير الإزعاج؛ إذ إنّنا نعلم جميعاً أنَّ عدد الركعات الجهرية هو ست ركعات في اليوم والليلة، ولا تستغرق الركعة الواحدة خمس دقائق كحدٍ أقصى.

مما يعني أنَّ الوقت المُقدَّر لصوت مكبرات الصوت لا يتجاوز نصف ساعة من أربع وعشرين ساعة، وهو وقت قصير جداً، مقارنة بأسباب الإزعاج الأخرى؛ كمنبهات السيارات، وأصواتها، وأصوات الموسيقى في الملاهي والأسواق، وأصوات الأطفال في الشوارع، وحتى النقاشات بأصوات مرتفعة في الشوارع والمحلات.

وددت أن أسرد لك أخي السائل عدداً من الفوائد لمكبرات المساجد، منها ما يأتي:

1. تنبيه الناس للصلاة.
2. التسهيل على المُصلين من أداء الصلاة داخل المسجد وخارجه، لا سيما بعد التباعد الذي فرضته جائحة كورونا، وتحقيق رغبة الكثير من الناس الذين منعهم المرض، والنساء كذلك من الالتحاق بصلاة الجماعة في المساجد، من سماع تلاوة القرآن الكريم.
3. تمَيُّز البلاد الإسلامية عن غيرها من الدول؛ فهي منفردة بإبراز صوت الحق، وكلام الله دائماً فهو يُرفع في كل مكان.
4. تذكير لكل من العاصي والغافل والجاهل؛ فكم من شخص عاد لله بمجرد سماعه، واستجابته لنداء الأذان.