ما حكم أن يكون صوت المؤذن غير جميل؟

وعليكم السلام ورحمة الله، جزاك الله كلّ خير على هذا العمل، وكتب لك الأجر عليه، اشترط أهل العلم في المؤذن، أن يُقدَّم صاحب الصوت الندي الحسن على غيره، حتى لو قُدِّم على من هو أفقه وأكبر منه، ويشترط أيضاً الإتقان له، ومعرفته لأوقات الصلوات، ولا يشترط أن يكون عالماً أو فقيهاً؛ فليس في الأذان أحكام كما الصلاة، التي قد تبطل بوجود بعض الموانع والمحظورات.

ولقد رُوي في الأثر أن عمر بن عبد العزيز قال لمؤذن عنده: (أذِّنْ أذاناً سمحاً، وإلَّا فاعتزِلْنا)، "أخرجه ابن حجر وقال: روي مرفوعاً وإسناده ضعيف"، فهذا يدل على أن الناس تحب الصوت الحسن، السمح، المريح للنفس، ولا يُشترط فيه الجمالية العالية، ويكفي أن لا يكون منفراً.

وذهب بعض العلماء إلى كراهة التلحين في الأذان، بتمطمطٍ زائدٍ أو تكلٍّفٍ ظاهرٍ، وهو مكروه كراهةً تنزيهيةً، وتركه أولى من الاستمرار به، ولقد شرع المولى -سبحانه- الأذان في السنة الأولى من الهجرة؛ ليكون إعلاماً بدخول وقت الصلاة.

والحكمة من مشروعيته تتجلى بأن يكون التوحيد دائم الذكر ليلاً ونهاراً، ولتذكير الناس به، كما أنّا لا نغفل على أن الأذان خير وسيلةٍ للدعوة إلى صلاة الجماعة، وتنبيه الغافل والساهي عنها، والتركيز على قطع الانشغال بالدنيا، بما يكون به سر الفلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.

وحكم الأذان فرض كفايةٍ للرجال دون النساء، بالسفر والحضر، وهو مشروعٌ للصلوات الخمس وصلاة الجمعة فقط، أمّا غيرها من الصلوات فلا أذان لها، وقد كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة مؤذنين، هم: بلال بن رباح، وعمرو بن أم مكتوم -رضي الله عنهما- في المدينة.

وسعد القَرَظ -رضي الله عنه- في مسجد قباء، وأبو محذورة -رضي الله عنه- في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ولقد جعل الله -سبحانه- للمؤذنون أجراً عظيماً، فقد ثبت في صحيح مسلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْمُؤَذِّنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعْنَاقًا يَومَ القِيَامَةِ).