1

هل الشتم يبطل الوضوء؟

السلام عليكم، خرجت من بيتي متوضئاً ثم تعرضت لموقف أغضبني كثيراً أثناء قيادتي للسيارة، فقمت بالشتم والسب، وأنا لم أكن أقصد أن أشتم بهذه الطريقة، وأريد أن أعرف هل الشتم يبطل الوضوء؟

09:40 19 ديسمبر 2021 12024 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
سندس نصرالله
سندس نصرالله . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 09:40 19 ديسمبر 2021

حياك الله السائل الكريم، بدايةً لا يعدُّ الشتم من نواقضِ الوضوءِ ولا من مُبطلاته، سواء كانَ هذا الشتمُ للأشخاصِ، أم كان هذا الشتمُ عبارة عن كلامٍ بذيءٍ أو فيه هتكٌ للأعراضِ، وهذا بإجماعِ أهلِ العلمِ؛ إذ إنَّ الكلامَ الذي به معصيةً في العمومِ لا يعدُّ من مبطلاتِ الوضوء.


والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَلَفَ مِنكُم فقالَ في حَلِفِهِ: باللَّاتِ والعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ومَن قالَ لِصاحِبِهِ: تَعالَ أُقامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ)، "أخرجه البخاري" ووجه الدلالةِ من هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بالوضوءِ، بالرغمِ من أنَّ الكلامَ المذكور، كلامُ معصيةٍ.


لكن يُستحبُّ لمن شتمَ أو تكلَّم في نميمةٍ أو هتكِ أعراضٍ أن يتوضأ، وذلك من باب تكفيرِ الذنوبِ؛ إذ إنَّ الوضوءَ سببٌ في تكفير الخطايا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ). "أخرجه مسلم"


واعلم أخي أنَّ هذا الحكمُ بالنسبةِ للشتمِ المتعلِّق بالأشخاصِ سواء كانَ هتكًا لأعراضهمْ أم شتمًا لذواتهم، أم شتمهم بكلامٍ بذيءٍ، بينما إن كانُ الشتمُ لذاتِ الله أو لدينه وشرعه -والعياذ باللهِ-؛ فقد تباينت آراء أهل العلمِ فيما إن كانت تُنقض الوضوء أم لا، وإليكَ أقوالهم:

  1. قول الحنفية والشافعية

قالوا بأنَّ سبَّ الذاتِ الإلهيةِ، أو سبَّ الدينِ لا يُنقض الوضوءَ.

  1. قول المالكية والحنابلة

قالوا بأنّ سب الدين يُنقض الوضوءَ عند المالكية والحنابلة، وسواء كان ناقضًا للوضوءِ أم غير ناقضٍ، فالأصلَ عدمَ فعله ومجاهدةِ النفسِ على ذلك؛ إذ إنَّه كبيرةً من كبائر الذنوب والعياذ بالله.


وفي الختام أخي الكريم، فإنِّي أنصحك بمجاهدة نفسكَ على عدمِ الشتمِ، سواء كانَ شتمًا للأشخاصِ أو غير ذلك مهما استحكم الغضبُ منك؛ وأن تحفظَ لسانك عن كلِّ ما لا يليق بالمسلم التلفظَ به؛ وذلك اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي كان من هديه البعدَ عن كلِّ فاحشٍ من القول، وحتى لا يكون المسلم ممّن يبغضهم الله يومَ القيامة.


وفي الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ ولا بالفاحشِ البذيءِ). "أخرجه الترمذي، حسن غريب"

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع