قبل أيام قرأت مقالًا يتحدث عن دور التفسير العلمي للقرآن، والحاجة لربط دلالات بعض الآيات القرآنية بالحقائق العلمية اليقينية، ولكن الكاتب لم يذكر أمثلة على ذلك، فهل هناك مثال على التفسير العلمي للقرآن؟
0
قبل أيام قرأت مقالًا يتحدث عن دور التفسير العلمي للقرآن، والحاجة لربط دلالات بعض الآيات القرآنية بالحقائق العلمية اليقينية، ولكن الكاتب لم يذكر أمثلة على ذلك، فهل هناك مثال على التفسير العلمي للقرآن؟
0
0
حيّاك الله السائل الكريم، بالتأكيد هناك أمثلة متعددة على الإعجاز العلمي للقرآن، فقد أخبر الله -تعالى- في كتابه العزيز عن الكثير من الحقائق التي لم يكن النّاس يعلموها عند نزول القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وتم اكتشاف هذه الحقائق العلميّة في وقتنا الحاضر، وهي كثيرة، وسأذكر بعضها فيما يأتي:
هذه الحقيقة العلميّة أخبر بها الله -تعالى- في كتابه العزيز حيث قال -تعالى-: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖوَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚكَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ). "الأنعام:125"
وحديثًا اكتشف العلماء أن الأُكسجين يتناقص في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى؛ وهذا ما يدفع الإنسان إلى الشعور بصعوبة في أخذ النفس، ووجود ضيق في صدره، وقد ضرب الله -تعالى- هذا المثل؛ ليُبين حال الكافر.
هذه الحقيقة العلميّة ذكرها الله -تعالى- في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚوَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖوَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ). "الحج:5"
وقد وصف الله -تعالى- كلّ مرحلة من المراحل التي يمرُّ بها الجنين بدقة، فيبدأ تكوينه بنُطفة، ثمّ عَلقة، ثمّ مُضغة، ثمّ يبدأ العظام واللحم بالتكوّن حتى يكبر في بطن أمه ويولد، وهذه المراحل لم يكن يعلمها الإنسان سابقًا، وإنما أُكتشفت حديثًا.
جاء في القرآن الكريم أنّ الجنين يكون في بطن أمه وسط ظلماتٍ ثلاث، حيث قال -تعالى-: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖلَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ۖفَأَنَّى تُصْرَفُونَ)، "الزمر:6" والعلم الحديث أكّد ذلك، عندما اكتشف أنّ الجنين في بطن أمه يحاط بثلاثة أغشية، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة؛ وهي غشاء المنباري، والخوربون، والفائضي.
قال -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚيَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗإِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). "النحل:68-69"
فأخبر الله -تعالى- عن وجود خصائص شفائية في العسل، وفي الوقت الحاضر لا يستطيع العلماء حصر فوائد العسل وأهميته في شفاء الأمراض، فهو يُستخدم في علاج آلام المعدة، والإلتهابات التي تُصيب الجهاز التنفسي، وغير ذلك الكثير، كما إنّ استخدام العسل للعلاج يختلف باختلاف لونه، وقد جاء في الآية السابقة أنّ للعسل ألوان مختلفه، فسبحان الذي علّم الإنسان ما لم يكن يعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.