0

هل منع عمر بن الخطاب أبا هريرة من رواية الحديث؟

قرأت مقالة تحدّث فيها الكاتب عن رواية عمر بن الخطاب للحديث، وذكر في مقاله أنّ عمر بن الخطاب نهى عن كتابة الحديث، وكان أبو هريرة ممّن نهاهم تحديداً عن روايته، فشككت في ذلك وأخذت أبحث عن صحّة هذه المعلومة، لكنّني لم أجد إجابة على سؤالي، فهل منع عمر بن الخطاب أبا هريرة من رواية الحديث حقاً؟

08:18 01 نوفمبر 2022 2263 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
سندس أبو محمد
سندس أبو محمد . الشريعة
تم تدقيق الإجابة 08:18 01 نوفمبر 2022

أهلاً ومرحباً بك، لعلّ الأمر في ظاهره مما يُشكل على الناس فهمه؛ إذ لم يمنع عمر بن الخطاب أبا هريرة -رضي الله عنهما- من رواية الحديث مطلقاً؛ بل كان المنع في مواقف محدّدة لحكمة أرادها الفاروق عمر، وفي إحداها وافقه النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا المنع؛ وإليك تفصيل ذلك:


  1. منع عمر أبا هريرة من نقل حديث التبشير بالجنّة

حيث ثبت في صحيح مسلم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان جالساً مع الصحابة؛ ثم خرج من بينهم وأبطأ عليهم، ففزع أصحابه لتأخره، وقاموا لتفقده؛ فلمّا لقيه أبو هريرة -رضي الله عنه- وكان أول من فزع من الصحابة، أعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- نعليه كعلامة لطمأنة الصحابة.


ثمّ أرسله قائلاً: (اذْهَبْ بنَعْلَيَّ هاتَيْنِ، فمَن لَقِيتَ مِن وراءِ هذا الحائِطَ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بها قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ)؛ فكان أول من لقيه عمر بن الخطاب، ولمّا سأله عن النعلين أخبره أبو هريرة بأنّهما لرسول الله، وبشّره بما سمع منه؛ فما كان من عمر إلا أن أوقفه ومنعه من فعل ذلك، ثم أمره بالرجوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.


ولمّا رجعا إلى النبي كان وجه أبي هريرة متغيراً حتى أجهش بالبكاء، فسأل النبي الكريم عمر عن سبب ذلك؛ فقال: (يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أنْتَ، وأُمِّي، أبَعَثْتَ أبا هُرَيْرَةَ بنَعْلَيْكَ، مَن لَقِيَ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بها قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بالجَنَّةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فلا تَفْعَلْ، فإنِّي أخْشَى أنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عليها، فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ، قالَ رَسولُ اللهِ: فَخَلِّهِمْ).


وكان في ذلك إقرار من النبي على اجتهاد عمر بن الخطاب، وما فعله إلا الحرص على الناس بأن لا يتّكلوا، ويستمروا بالسعي في العمل.


  1. منع عمر أبا هريرة من كثرة رواية الحديث

حيث صحّ من رواية السائب -رضي الله عنه- في سير أعلام النبلاء؛ أنّ عمر بن الخطاب قال مرّة لأبي هريرة -رضي الله عنهما-: (لتَتْرُكَنَّ الحديثَ عن رسولِ اللهِ أو لأُلحِقَنَّكَ بأرضِ دَوسٍ)؛ كناية عن النفي إلى قبيلته التي تقع جنوب الجزيرة العربية، وذلك لمّا كثر انشغال الناس في مجالس الحديث عن القرآن الكريم؛ إذ كان أبو هريرة يُحدّث في مجلسه ويطيل ذلك.


وكان يفعل ذلك خشية كتمان العلم؛ فنهاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن كثرة الرواية في ذلك الوقت؛ حتى ينشغل الناس بتدارس القرآن الكريم، وحفظه ومعرفة أحكامه.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع