هل الدعاء يطيل العمر؟

حياك الله السائلة الكريمة، وأمدّ الله في عمر والدك بالصحة والعافية، وفي الحقيقة فإن زيادة العمر حقيقة أو عدمها بالدعاء قد وضّحه أهل العلم في قولين، وأذكرهما لكِ فيما يأتي:

1. قيل إنّ هذه الزيادة تعني البركة في العمر

وأصحاب هذا القول يستدلّون بقول الله -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، [النحل:61] لِذا فقد قالوا إنّ الزيادة في العمر إذا استجاب الله دعاء صاحبها أو كان المسلم ممن يصِل رَحِمَه فتعني البركة في عمره، وصيانته من الضياع، واستثماره بالطاعات، وعمارته بما ينفع في الحياة الآخرة.

1. قيل إنّ الزيادة في العمر حقيقية

ولكنّ ذلك يكون بالنّسبة إلى علم الملائكة، أمّا الله -سبحانه- فهو يعلم منذ الأزل بعمر الإنسان، ولا يتغيّر عنده ذلك، ومثال ذلك: أن يدعو الإنسان لنفسه بطول العمر، ويتقبّل الله منه ذلك، ويظهر للملائكة في اللوح المحفوظ أنّ هذه الإنسان عمره 40 سنة، فإذا دعا الله بطول العمر واستجاب له زيد له 30 سنة.

وهذا الأمر في علم الله -عز وجل- ثابتٌ لا يتغيّر، وهو تفسير قوله -سبحانه-: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، [النحل:61] أمّا في علم الملائكة فيزيد وينقص، وهو المقصود من قوله -تعالى-: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ). [الرعد:39] 

ولا حرج عليكِ بالدعاء لوالدك بطول العمر، ولكن الأفضل أن تُقيّدي هذا الدعاء بالطاعة والعافية، وقد دعا النبيّ الكريم لأنس -رضي الله عنه- بذلك فقال لأمّه: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ. قالَ أَنَسٌ: فَوَاللهِ إنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ، وإنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ علَى نَحْوِ المِئَةِ اليَومَ). [أخرجه مسلم]