هل صحيح أنه لا يصح ختان المولود الذكر إذا كان ذكره صغير؟

حياك الله السائل الكريم، وبارك الله في ابنك وجعله من الصالحين، لقد تناول الفقهاء الحديث عن ختان من لا يقوى على الختان بسبب ضعفٍ في خلقته، وقد أجمع الفقهاء على أنّ من كان فيه ضعف؛ بحيث لو ختن لَحِق به الضرر أو لحق به تلف عضوه، فإنه لا يجوز شرعاً أن يُختن، بل يؤجّل حتى يغلب على الظن عند المختصين من الأطباء سلامته وعدم تضرره من الختان.

والدليل على ذلك قوله -تعالى-: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، "البقرة: 195" فالله -سبحانه وتعالى- حرّم علينا ما يؤدي إلى هلاكنا والإضرار بنا، وقد ثبت في الحديث عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا ‌ضَرَرَ ‌وَلَا ‌ضِرَارَ) "أورده السيوطي، حسن" فكل ما يتسبب بإلحاق الضرر بالنفس الإنسانية أو بجزءٍ منها، فهو ممنوع شرعاً.

وإن رأى أهل الاختصاص من الأطباء أنّ ختان مولودك -حفظه الله- قد يلحق به الضرر الفوري أو المستقبلي، فالواجب عليك التزام كلام أهل الاختصاص، لأنّهم على قدرٍ كبيرٍ من العلم والدراية بما يلحق بالمولود نتيجة للختان من أضرار وتبعات، وإنّ أحكام الشريعة الإسلامية تحثّ على ذلك، لأنّها جاءت لتحقق ما فيه النفع للناس، وتدفع ما فيه مضرة عنهم.

ولا تنسَ أخي الكريم أنّ الله -سبحانه وتعالى- لم يشرع لنا هذا الدين ليوقعنا في الحرج، بل شرعه ليرفع عنا الحرج، يقول -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) "الحج: 78"، وجعل لنا في هذا الدين أيضاً ما فيه تيسير على الناس، يقول -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، "البقرة: 185" فالأحكام الشرعية جاءت لترفع الحرج عن الناس وتيسر أمورهم.