لماذا لم يخلق الله الذكر كاملا بدون حاجة للختان؟

أهلاً بك، وبصّرنا الله وإياك بحكمته، ورزقنا نور اليقين، الحكمة من خلق الذكر غير مختون يُعد اختباراً لبني البشر، فيريد -سبحانه- به أن يختبر من يتبع أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ممن يُعرض عنه، وهنالك افتراضات طبية لم يُعلم مدى دقتها حتى الآن تدّعي بأن عضو الذكر قد يتعرض أثناء الولادة إلى مشاكل فيه، ولهذا كانت التغطية له لازمة، وبعد الولادة انتهت الحاجة إلى ذلك.

ومن الناحية الصحية، فإن الختان يقي من عدّة أمراض، كما أنه يقلل من الإصابة بأنواع معينة من السرطانات، أو أمراض الإيدز الخطيرة، ولهذا نجد كثيراً من غير المسلمين، في الدول الغربية يقومون بالختان منذ ولادة أبنائهم؛ وذلك حرصاً منهم على الفوائد الطبية والصحية لذلك.

ويُعد الختان من سنن الفطرة التي تخص الذكور، والتي حث الإسلام على تطبيقها، فقد ثبت في صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).

وقد ذهب العلماء إلى أن الختان علامةٌ هامةٌ على حسن اتباع الملة الإبراهيمية الحنيفة، فيقول -سبحانه-: ﴿ثُمَّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ﴾، "النحل: 123" وكما أنه سببٌ لتحقيق أعلى درجات الطهارة والنظافة، وفيه أيضاً تعديلٌ لشهوة الإنسان وضبطها.

ونود تنبيه السائل إلى أن هذه المسألة مما يكثر إثارة الجدل حولها، والاعتراض عليها بحججٍ واهية وليس هذا موضع ذكرها وتفصيلها، وننصح بعدم تتبع الأمر بنية التشكيك، بل بنية العلم والاستزادة مع التيقن بأن لكلّ أمرٍ شرعه الله سبحانه- حكمةٌ بالغةٌ قد نعلمها، وقد نجتهد في معرفتها فلا نُحصّلها، إنما علينا حسن الاتباع لأومره -جل وعلا-.