هل تحضير الطعام للزوج من واجبات الزوجة في الإسلام؟

حياك الله، وأعانك وقواك على هذا الأمر، وكتب لك الأجر من واسع فضله، ذهب العلماء إلى أنّ قيام الزوجة بالاهتمام بأمور البيت ورعايته وإصلاحه وغسل الملابس وتحضير الطعام ورعاية الأبناء وتفقد الحوائج، هو من الأعراف التي تعاهد عليها الناس منذ العهد النبوي، إلى يومنا هذا دون إنكارٍ من أحد، ولكن لا ينبغي على الزوج أن يُكلِّفها بما هو متعب، أو فيه زيادة حِمل فوق طاقتها.

وكما يجب التنبيه إلى أنّ غالبية العلماء رأَوْا بأنّ رعاية الزوجة لأمور بيتها وزوجها واجبٌ عليها، على الرأي الصحيح من أهل العلم، وعليه رأي الجمهور، فالزوج خلال النهار يكون منشغلاً بتحصيل الرزق له ولعياله، فتكون النفقة عليه واجبة؛ لانحباس زوجته في البيت ترعى مصالحه وتقوم على أمره، فلكل منهما دور يكمل الآخر.

واستدلوا على ذلك بما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع علي وفاطمة -رضي الله عنهما- فقسّم الأعمال بينهما، فجعل ما يكون داخل البيت على ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وما يكون خارجه على زوجها علي -رضي الله عنه-.

وقال بعض الفقهاء بإنّ الزوجة يجب عليها ما هو متعارف عند أهل بلدها، فإن كان من المعروف عندهم أن تخبز وتعجن لنفسها وأهلها، كان ذلك واجباً عليها لزوجها.

وإن كان معروفاً عندهم أنّها لا تخدم نفسها إلّا بالخدم والمعاونين، كان على زوجها أن يوفّر لها ذلك، واستدلوا على ذلك بقوله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) "النساء:19"، والمعروف هذا يختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى آخر.

وعلى أية حال، إن تركنا الحديث بهذه المسألة بين الاتفاق والخلاف، وبين الواجب وعدمه، فإنّنا نتحدث بدافع الحب والتكامل بين الزوجين ومعاني الإحسان بينهما، والسعي في إدخال السرور والتنافس عليه، وإذا قامت الزوجة بذلك محتسبةً الأجر عند الله -تعالى- فإن ذلك لا يضيع عنده.

ولا يتعارض هذا مع أن يكون الزوج مٌتعاوناً، يقدِّر ظروف زوجته وتعبها، فلا مانع من أن يتناولا الطعام في الخارج، أو أن يتناولا ممّا تواجد في البيت من خيرات الله دون تشديد أو تعنُّت.