حيّاكم الله، إنّ الحزن الذي يظهر على الإنسان جرّاء ما أصابه من أقدار الله؛ فإنّه ابتلاء مأجور عليه، ولهذا الابتلاء حكم عديدة منها:
- وسيلة لتكفير السيئات
فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ، حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ؛ إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ). [أخرجه مسلم]
- سبب لتعظيم الجزاء ومحبة الله
فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (عِظَمُ الجزاءِ معَ عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاَهم، فمن رضيَ فلَهُ الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخط). [أخرجه ابن ماجه، صحيح]
أمّا الحزن الذي يستجلبه الإنسان لنفسه، إمّا بكثرة التفكير فيما مضى، أو لفوات دنيا؛ فإنّه خطأ في طريقة التعامل مع تفاصيل الحياة، وينبغي على المسلم أن يستدفعه بما يأتي:
- الاستعاذة بالله من الشيطان
إذ قال -تعالى-: (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). [سورة المجادلة: 10]
- الاستعاذة بالله من الحزن
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الحزن فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ). [أخرجه البخاري]