هل أبو هريرة رضي الله عنه مبشر بالجنة؟

وفقك الله يا ابنتي ونفع بك، وجعلنا جميعاً من المُقبلين على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى سيرته، وسيرة أصحابه الأبرار -رضوان الله عليهم-، وفيما يخصّ سؤالكِ فإنّي لم أقف على حديثٍ يخصّ أبا هريرة بالبِشارة له بالجنة، إلّا أنّ هناك أحاديث كثيرة، منها أحاديث رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- فيها إشارة إلى كونه من المبشرين بالجنة.

ومثال ذلك؛ القصة التي رواها ‌أبو ‌هريرة، في جلوسه مع الصحابة الكرام حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيهم أبو بكر الصديق، وعمر، فقام الرّسول -صلى الله عليه وسلم- لحاجة، وتأخّر على أصحابه، ففزع الصَّحْب على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان أبو هريرة أوّل الواصلين.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة -وأعطاني نعليه- اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، ‌فبشره ‌بالجنة)، "رواه مسلم" قال أبو عوانة في مستخرجه: يُقال: إنّ هذا لأصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الموقعين، ولم يعمم به، وإنّما قال: من لقيت من وراء الحائط.

أحصى المُحدثون لأبي هريرة أكثر من أربعة آلاف حديث [1]، يرويها المسلمون ويتناقلونها فيما بينهم وينتفعوا بها، ويُصلّون فيها على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويترضَّوْن فيها على أبي هريرة، وهذا الخير لم يسبقه أحداً به.

إضافة إلى دعاء النّبي -صلى الله عليه وسلم- له بقوله: (اللهمّ ‌حبّب ‌عبيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين). "رواه مسلم" فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حبَّ أبا هريرة من علامات المؤمنين، وهذه الصفات لا تجتمع إلا لعبادِ الله المقبولين المبشرين بكل خير.