مساء الخير سمعت من أحد الشيوخ أن الكفار والمشركين لن يدخلوا النار، وعندها فكرت في أهل الرسول صلى الله عليه وسلم الذين لم يدخلوا في الإسلام ما مصيرهم؟ هل سيدخلون النار حقاً؟ وهل آمنة أم الرسول في النار؟
0
مساء الخير سمعت من أحد الشيوخ أن الكفار والمشركين لن يدخلوا النار، وعندها فكرت في أهل الرسول صلى الله عليه وسلم الذين لم يدخلوا في الإسلام ما مصيرهم؟ هل سيدخلون النار حقاً؟ وهل آمنة أم الرسول في النار؟
0
0
أهلا بك، بداية أظنك تقصدين في سؤالك أنك سمعت من الشيخ أن الكفار والمشركين لن يدخلوا "الجنة" وليس النار كما ورد في السؤال.
وهذا أمر صحيح مُجمع عليه فقد دل عليه القرآن، والسنة، وإجماع الأمة، والقرآن مليء بالآيات الدالة على أن مصير الكفار هو النار خالدين فيها أبداً، وهذا الأمر أشهر من أن نحتاج لذكر الآيات الدالة عليه، وفي الحديث عن جابر -رضي الله عنه- قال: أَتَى النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلٌ فقالَ: (يا رَسولَ اللهِ، ما المُوجِبَتانِ؟ فقالَ: مَن ماتَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن ماتَ يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ النَّارَ). حديث صحيح، رواه مسلم.
أما سؤالك عن مصير آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين ماتوا قبل بعثته كأبيه عبد الله وأمه آمنة، فمن المتفق عليه أنهم ماتوا على ملّة الشرك التي كانت العرب تدين بها في زمنهم ولم ينكروها؛ لذلك فقد نصّت الأحاديث على أنهم في النار، جاء في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي). حديث صحيح رواه مسلم.
فنهي الله لسيدنا محمد عن الاستغفار لأمه دليل واضح على أنها ماتت على الشرك وإلا لما نُهي عن الاستغفار لها، قال الله -تعالى-: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). "التوبة: 113"
وفي رواية في مسند الإمام أحمد من حديث بريدة -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: (إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فِي اسْتِغْفَارٍ لِأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ). صححها الألباني، وعن أَبِي رَزِينٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: (أُمُّكَ فِي النَّارِ)، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: (أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي)) صحيح رواه الإمام أحمد في المسند، وقال عنه الهيثمي رجاله ثقات
لذلك قال العلماء أن والدي النبي -عليه الصلاة والسلام- ماتا كافرين وأنهما في النار، وما ذكره بعض المتأخرين أن الله أحياهما له بعد بعثته فأسلما ثم أماتهما غير صحيح وهو موضوع مكذوب.
وبعض العلماء يقول ظاهر حكمهم بالنسبة لنا في الدنيا أنهم في النار، ولكن قد يقال إنهم من أهل الفترة الذين لم تقم عليهم الحجة فيكون مصيرهم يوم القيامة هو امتحانهم واختبارهم، فمن نجح منهم دخل الجنة ومن خسر دخل النار.
وهذ المسألة فيها دلالة على خطورة أمر التوحيد وعظمه وأنه لا يستطيع أن يشفع في المشرك لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، وقد نبّه بعض العلماء أن من الأدب مع مقام حضرة النبي -عليه الصلاة والسلام- عدم كثرة الخوض في هذه المسألة.
والله أعلم
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.