قرأت قبل فترة عن صحابي قطعت يداه وهو يحمل الراية في إحدى الغزوات، وقرأت أنّ الله أبدله بأجنحة في الجنة، وأريد أن أحدث أبنائي عنه وعن قصته، فمن هو الصحابي الذي قطعت يداه وهو يحمل الراية؟
3
قرأت قبل فترة عن صحابي قطعت يداه وهو يحمل الراية في إحدى الغزوات، وقرأت أنّ الله أبدله بأجنحة في الجنة، وأريد أن أحدث أبنائي عنه وعن قصته، فمن هو الصحابي الذي قطعت يداه وهو يحمل الراية؟
3
3
بسم الله الرحمن الرحيم، بدايةً نرحب بك أخي الكريم، فأهلاً وسهلاً بك، وإجابةً على سؤالكم هو أن الباحث في السيرة النبوية والصحابة يجد أن من قطعت يداه الاثنتين وهو يحمل الراية حتى استشهد ليس بصحابيٍ واحدٍ وهو جعفر الطيار -رض الله عنه- [١] .
فنجد أن هناك صحابياً آخر قد فعل مثل صنيعه، كيف لا! وهو أول سفيرٍ في الإسلام، نعم إنه الصحابي مصعب بن عمير، وسأروي قصة كل واحدٍ منهما، في ثباته وهو يحمل الراية.
كان جعفر بن أبي طالب أحد القادة الثلاثة الذين كلفهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقيادة الجيش وحمل الراية، لمواجهة جيش الروم في مؤتة "سنة 8 هـ" أحد أقوى الإمبراطوريات في العالم آنذاك، فكان المسلمون 3 آلاف مقابل 200 ألف مقاتل، ولما استشهد زيد ابن حارثة -رضي الله عنه- أثناء المعركة، حمل الراية جعفر بيده اليمنى فقُطعت.
ثم حملها بيده اليسرى فقُطعت، فضمها بعضديه إلى صدره، ثم استشهد، يقول ابن عمر: (أَمَّرَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ. قَالَ عبدُ اللَّهِ: كُنْتُ فيهم في تِلكَ الغَزْوَةِ، فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بنَ أبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ في القَتْلَى، ووَجَدْنَا ما في جَسَدِهِ بضْعًا وتِسْعِينَ؛ مِن طَعْنَةٍ ورَمْيَةٍ)، أخرجه البخاري.
ولقب بـ "جعفر الطيار"، لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (رأيتُ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ ملَكًا يطير في الجنَّةِ ذا جناحَينِ، يطير منها حيثُ شاء، مُضرَجَةً قوادِمُه بالدِّماءِ) ذكره الألباني في صحيح الترغيب عن ابن عباس [٢] .
نتكلم هنا عن ثبات الصحابي مصعب بن عمير -رضي الله- عنه- عندما كلفه الرسول -عليه الصلاة والسلام- بحمل الراية في "غزوة أحد" سنة "3هـ"، فكان حامل لواء جيش المسلمين في تلك المعركة، فجاء إليه أحد المشركين رجلٌ يدعى "ابن قمئة" فقطع يده اليمنى، فثبت مصعبٌ وهو يقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ). "آل عمران:144"
والآية لم تكن قد نزلت بعد، فحمل الراية بيده اليسرى، فقطعها الرجل، فجعل مصعب الراية بين عضديه وهو يضمها إلى صدره، فعاد هذا الرجل فقتل مصعب، فما كان من أبي الروم بن عمير إلا أن صدّه، وحمل الراية، وبقيت معه إلى أن عاد المسلمون إلى المدينة.
3
1
أخي الفاضل، تحية طيبة وبارك الله فيك، إنّ الصحابي الجليل الذي قُطعت يديه وهو يحمل الراية هو: جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد شارك في غزوة مؤتة، وجعله النبي -صلى الله عليه وسلم- قائداً فيها، وبعد استشهاد الصحابي الجليل زيد بن حارثة -رضي الله عنه- حمل الراية جعفر بن أبي طالب. [١]
وقد قُطعت يده اليمنى في المعركة، فحمل الراية بيده اليسرى، ثم قُطعت يده اليسرى، فحمل الراية بعضديه، ثم استُشهد، وقد عوّضه الله -تعالى- بجناحين يطير بهما في الجنة، ولُقّب بجعفر الطيار، وهو ابن عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، وهاجر إلى المدينة المنورة عند فتح خيبر. [٢]
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.