ما هي كفارة الظهار؟

حياك الله أخي السائل، لإنّ المقصود بالظهار هو أن يشبّه الرجل زوجته بأمه، أو بمن لا تحلّ له من النساء؛ كابنته أو أخته، أو يشبّه زوجته بجزءٍ من عورة أمه أو من لا تحلّ له، ومثال على ذلك، أن يقول لزوجته: أنتِ علي كظهر أمي، أو كأمّي أو أختي، وما يشبه ذلك من الأقوال التي ينزل فيها الرجل ما أحلّ الله -تعالى- له من النساء بمنزلةِ من لا يحلّ له منهن.

إن فعل الرجل ذلك وظاهر من زوجته، ترتّب عليه ما يأتي:

1. أتى بمحرم؛ لأنّ الظهار بذاته حرام ولا يجوز؛ لقول الله -تعالى-: ﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ). "سورة المجادلة:2"
2. وجبت عليه كفارة الظهار.
3. لا تحلّ له زوجته حتى يخرج كفارة الظهار، فإنّ أخرجها حلّت له.

أمّا كفارة الظهار، فهي مبينة في قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. "سورة المجادلة:3-4".

تتضمّن الآيتان الكريمتان كفارة الظهار، وهي ثلاث يبدأ بها بالترتيب، ولا ينتقل إلى التي بعدها إلّا مع عدم قدرته على السابقة، وهي كما يأتي:

1. تحرير رقبة

أي إعتاق عبد من العبيد، وفي زمننا هذا لم يعد للعبيد وجود.

1. صيام شهرين متتابعين

دون أن يفطر بينهما ولو يوماً واحداً، إلّا لعذرٍ أو كان يوم عيد، أو أيام التشريق، وهي الأيام التي يُحرّم صومها، فإن أفطر يوماً بغير عذرٍ أعاد الصيام من أوله.

1. إطعام ستين مسكيناً

وقد بينت الآيتان أنّ الكفارة تكون بالترتيب حسب المقدرة، فإن عجز عن العتق وجب الصيام، وإن عجز عن الصيام وجب الإطعام، وهو ليس مخيراً بين الثلاثة، فلا ينتقل من واحدة إلى غيرها إلّا مع عدم الاستطاعة، فإن فعل المطلوب حلّت له زوجته.