ما هي علامات الساعة الكبرى بالترتيب؟

حيّاكَ الله، وباركَ بكَ وبأصدقائك أخي الكريم، واعلم أنّه قد تعدّدت آراء العلماء في ترتيب علامات الساعة، مع أنّ هناك العديد من الأحاديث التي ذكرتَها، ولكن لم يتم فيها بيان ترتيبها بشكل واضح ومفصَّل، ومن ذلك الحديث الذي يرويه حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- مرفوعاً إلى النبيّ، فيقول:

(كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ، وقالَ أَحَدُهُما قال -عليه السلام- في العَاشِرَةِ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ). "أخرجه مسلم"

وقد اجتهدَ العلماء في ذكر هذه العلامات، فمنهم من بدأها بظهور المَهديّ، وقال آخرون إنّ أوّلَها يكون بطلوع الشمس من مغربها، أو بخروج الدّابة على الناس، وذكر بعض أهل العلم أنّ أوّلَ العلامات الكبرى والتي تُؤذِن بتغيّر الأحوال العامة في معظم الأرض هي خروج الدجال، وقيل أيضاً إنّ بداية العلامات الكبرى لا يكون إلا بظهور الدخان.

وقد تعدّدت آراؤهم بالطّبع في ترتيبها الكُلي، وليس فقط بماذا تبدأ؛ والسبب في ذلك تعدّد الروايات في العلامات دون بيان ترتيبها بشكلٍ كامل، وكلّ من العلماء له مبرّراته ودلائله التي يحتجّ بها في ترجيح رأيه، واجتمعوا بأنّ آخر هذه العلامات هي خروج النّار التي تَسوق الناس لمَحشرهم.

ونودّ التوضيح بهذا الصّدد أنّ ذِكر النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بدون ترتيب واضح يعني أنّ المُهم فيها هو معرفة وجود علامات لا تقوم السّاعة إلا بها، وأنّه ينبغي على الإنسان أن يعملَ جاهداً لتقوية إيمانه بربه، حتّى إذا بلغ هذا اليوم استطاع النّجاة بنفسه من هذه الأهوال العظيمة، والتي لا ينجو منها إلا من كان مؤمناً بالله -تعالى-.

ويمكننا ترتيب هذه العلامات حسب تجميع الروايات وأقوال بعض العلماء بخروج الدجال أولاً، ويتبعه نزول عيسى -عليه السلام-، ومن ثم خروج يأجوج ومأجوج، وظُهور الدّخان، و طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة، وحدوث الخسوفات الثلاث، ثم ظهور النّار.

هذا والله -تعالى- أعلم.