هل ظهور المهدي من علامات الساعة الكبرى؟

حيّاك الله -تعالى-، وبوركت على حِرصك على التّعلم، اعلم أنّه قبل انتهاء الحياة الدّنيا يحدث ما يُسّمى بأشراط الساعة، أو مُقدمات وعلامات تدل على قرب وقوع يوم القيامة، وقد تمّ تقسيمها لعلاماتٍ صغرى حدثت غالبيّتها، وعلامات كبرى ستحدث في المستقبل.

أمّا عن ظهور المهدي فقد قال بعض العلماء إنّه سيكون آخر علامات الساعة الصغرى، وبعضهم الآخر جعله أول علامات الساعة الكبرى، ورأى بعض العلماء قولاً وسطاً بين هذا وذلك، فعدّوا المهدي ضمن العلامات الوسطى، بسبب قربه من علامات الساعة الكبرى.

والمهدي رجلٌ يخرج في آخر الزمان، من ذُريّة النبي مُحمد، واسمه يُواطئ اسم النبي مُحمَّد، واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي؛ أي إنَّ اسمه محمد بن عبد الله. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يملِكَ النَّاسَ رجُلٌ مِن أهلِ بيتي يُواطِئُ اسمُه اسمي واسمُ أبيه اسمَ أبي فيملَؤُها قِسطًا وعَدْلًا). "أخرجه ابن حبان في صحيحه"

وهو من أهل بيت النبي من ولد فاطمة، يحكم الأرض سبع سنوات، ويملأُ الأرض عدلًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المَهْديُّ منِّي؛ أَجْلى الجَبهةِ، أَقْنى الأَنْفِ، يَملَأُ الأرضَ قِسْطًا وعَدْلًا كما مُلِئَتْ جَوْرًا وظُلْمًا، يملِكُ سَبْعَ سِنينَ). "أخرجه أبو داود، وسكت عنه؛ وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح"

ويكون ظهور المهدي من بلاد المشرق، ويُبايع له عند البيت، فيكون أوّل ظهور له في البيت الحرام، ويؤيّده الله -تعالى- بناس من أهل المشرق ينصرونه ويؤيّدونه، ويساعدونه في نشر الخير والعدل والقسط، وقيل إنّ راياتهم تكون سود كما كانت راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانت سوداء ويقال لها العقاب.

وهناك العديد من الروايات الصحيحة والمشهورة والتي تدلّ على أنّ خِلافة المهدي تبدأ قبل ظهور الدجال، فإذا خرج الدجال فإنّه يمكث أربعين يوماً، حتى ينزلَ عيسى -عليه السلام- فيقتله، ويُصلّي خلف المهدي، ثم يوحي الله إلى عيسى -عليه السلام- بخروج يأجوجَ ومأجوج.

ثمّ إنّ المهدي يعيش سبعَ أو ثمانِ سنين، يعمّ في زمنه الخير والرزق والبركة، فيسقي الله الناس فيها بالغيث، وتُخرِجُ الأرض نباتها، وتَكثُرُ فيها الماشية، وتنعم في عهده الأمّة نعمة لم تنعمها من قبل.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَخرُجُ في آخِرِ أُمَّتي المَهديُّ، يَسْقيه اللهُ الغيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نَباتَها، ويُعْطي المالَ صِحاحًا، وتَكثُرُ الماشيةُ، وتَعظُمُ الأُمَّةُ، يَعيشُ سَبعًا، أو ثَمانيًا، يَعْني حِجَجًا). "أخرجه أبو داود، وإسناده صحيح"

وذُكر أنّ المهديّ يقوم بتوزيع المال بالعَدل بين الناس، حتّى يَصِلوا لمرحلة لا يجدوا شخصاً يعطوه المال، فيردّوه ولا يأخذوا منه شيئاً؛ لكفايتهم، ولعموم الخير في عهده حتّى يرضى عنه الله -سبحانه وتعالى-.