ما هو يوم بعاث؟

حياك الله السائل الكريم، وزادك الله فضولًا وحبًا فى طلب العلم، بدايةً يوم بُعاث هي معركة وقعت بين قبيلتي الأوس والخزرج قبل الهجرة بخمس سنوات، وكانت آخر المعارك بينهما، ومن المعروف تاريخيًا وجود عداوة بين الأوس والخزرج، وحدث بينهما الكثير من الوقائع والحروب وكان آخرها هو يوم بُعاث، وإليك تفاصيل الأحداث فيما يأتي:

1. يوم بعاث

كان زعيم الخزرج وقت المعركة عمرو بن النعمان، وتحالفت الخزرج مع الأشجع من قبيلة غطفان، وجهينة من قبيلة قضاعة، وكان زعيم الأوس حضير بن سماك الأشهل، وتحالفت الأوس مع مزينة، وبني قريظة، وبني النضير.

حدثت بين القبيلتين معركة شديدة واقتتل الطرفان فيها قتالًا شديدًا، وانتهت المعركة بانهزام قبيلة الخزرج وانتصار قبيلة الأوس، ونتج على إثر هذه المعركة الكثير من القتلى بينهم زعيم الخزرج عمرو بن النعمان، وأيضًا زعيم الأوس حضير بن سماك.

كانت حياة قبيلتي الأوس والخزرج قائمة على العداوة والبغض والقتال بين بعضهما، ممّا أدّى إلى عدم اشتغالهم بالتجارة والزراعة بشكلٍ كبير، واستمرّت القبيلتان على هذا الحال إلى أن قدم إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وآخى بينهم وأمرهم بحسم الخلاف بينهم وإنهائه، وعرفت القبيلتان بعدها باسم الأنصار؛ لأنّهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم.

1. سبب معركة يوم بُعاث

إنّ الغلبة في معظم المعارك بين الطرفين كانت من نصيب قبيلة الخزرج، وهذا ما جعل قبيلة الأوس تبحث عن حلفاء كي تزداد قوتها، حيث كانت تسعى للتحالف مع بني قريظة، ولكنّ قبيلة الخزرج علمت بهذا الأمر، فقامت بتهديد بني قريظة بالحرب، فاستسلم بنو قريظة لمطالب الخزرج، ثمّ طلبت منهم الخزرج إرسال رهائن حتى تأمنهم، فأرسلوا أربعين رهينة.

واستمرت الفتنة بين القبيلتين بإظهار الخزرج التكبّر والتفاخر على قبيلة الأوس، فاتّجهت الأوس للتحالف مع بني قريظة، وبني النضير على الخزرج وقامت معركة قوية بين الطرفين، وسُميّت هذه المعركة بيوم بعاث.