ما سبب الحرب بين الأوس والخزرج؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بالنّسبة لسبب الحروب بين الأوْس والخزرج، فإنّه على الرغم من القرابة التي بينهم إلا أنّه قد حدثت العديد من الحروب بينهم، ولكلّ حرب حدثت بينهم سبب معين، نذكر من ذلك ما يأتي:

1. حرب سَمير

كانت هذه الحرب هي أوّل حرب بين قبيلتي الأوْس والخزرج، وسبب هذه الحرب أنّ رجلاً اسمه كعب بن العجلان من بني ثعلبة من سعد بن ذيبان تحالفَ مع زعيم الخزرج مالك بن العجلان وأقام عنده، فقتل كعب بن العجلان على يد رجل من قبيلة الأوس من بني عمرو، فقامت حرب بين القبيلتين بسبب مقتل كعب بن العجلان، وأيضاً بسبب دفع ديّة القتل.

1. حرب الرّحابة

كانت هذه الحرب بين بني جحجبا من قبيلة الأوس، وبني مازن بني النّجار من قبيلة الخزرج، بسبب امرأةٍ من بني سالم، وانتهت الحرب بانتصار بني مازن بن النّجار.

1. حرب يوم السّرارة

كانت هذه الحرب بين بني عمرو بن عوف من قبيلة الأوس وبني الحارث من قبيلة الخزرج، وكان سببها مقتل رجل من بني عمرو، وانتهت الحرب بانتصار قبيلة الخزرج، وانهزام قبيلة الأوس، وكان زعيم قبيلة الأوس في هذه الحرب حُضير بن سمّاك، وكان زعيم قبيلة الخزرج رأس المُنافقين عبد الله بن أُبيّ بن سلول.

وهناكَ العديد من الحروب بين القبيلتين؛ كحرب بني وائل بن زيد من الأوس وبني مازن بن النّجار من الخزرج، وحرب بني ظفر من الأوس وبني مالك من الخزرج، وحرب حاطب، وحرب فارع، وغيرها من الحروب بين القبيلتين، ثمّ انتهت هذه النّزاعات بينهما بمجيء الإسلام.

ويجدر بالذّكر أنّ نسب قبيلتيّ الأوس والخزرج يرجع إلى أمّهما قيلة، وأبيهما حارثة بن عقل، وثبت ذلك بأدلّة منها: عندما هاجر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة مع أبي بكر الصّديق- رضي الله عنه-، وقف أحد اليهود عند وصولهما المدينة ونادى: "يا أبناء قيلة، هذا الذي تنتظرون".

ثمّ أطلق الله -تعالى- على الأوْس والخزرج اسم الأنصار؛ لأنّهما نصرا الإسلام والمسلمين، وكانت القبيلتان تعيشان في اليمن قبل انهيار سدّ مأرب، لينتقلوا بعدها للعيْش في المدينة المنوّرة.