حياكِ الله أختي الكريمة، وشكر الله لك حرصك على أن تكوني زوجة صالحة، وتسعى لزيادة الألفة والمحبة بينها وبين زوجها، تحقيقا لقوله -تعالى-: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، "الروم:21" وأود الإشارة هنا إلى عظمة اسم الله الودود الذي ذكر في القرآن مرتين، في سورة هود والبروج، وهو اسم معظم مبارك، ويعني الحبيب والرحيم.
والذي يتودد إلى عباده بالمغفرة، والعطاء، والخير، وهو أعم من الحبيب، فكل ودود حبيب، وليس كل حبيب ودود، وتستطيعين الدعاء بحاجتك بما يخطر على بالك، وسأذكر لك بعض الأدعية التي يمكنك الاستعانة بها فيما يأتي:
- اللهم يا ودود ارزقني حبّ زوجي، وحبّبني في عينيه، وحبّبه في عينيّ.
- اللهم يا ودود أصلح بيني وبين زوجي، وأدِم بيننا الوفاق والمحبّة.
- اللهم يا ودود ارضَ عنّي وعن زوجي، ووفّقنا لِما تحبّه وترضاه.
- يا رب يا ودود أدِم بيننا المحبّة والرحمة والمودة.
والدعاء باسم الله الودود يندرج تحت قوله -تعالى-: (وَللَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)، "الأعراف: 180" فالله أمرنا -سبحانه- أن ندعوه بأسمائه الحسنى، فإنها أسماء مباركة، واختار العلماء القول بأن أسماء الله توقيفية، فلا يجوز أن نطلق عليه اسماً لم يسمِ به نفسه، وأسماؤه كثيرة، وليست كما يظن البعض أنها مئة وحسب، فبعض أسمائه استأثر الله بها في علم الغيب عنده.
ويمكنك أختي الكريمة دعاء الله -تعالى- باسمه الودود بالصيغة والكلمات التي تحبين، ويستحب لكِ في بداية الدعاء حمد الله -سبحانه- فإنه أعظم الدعاء، ويملأ الميزان، وبدونه كل دعاء ناقص، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنها مفتاح رحمة الله.
ويستحب لك أختي الكريمة استحضار بعض الأمور، ومنها ما يأتي:
- التخلق بصفة الود والمحبة، فتكوني محبة لله ولخلق الله، توادين المؤمنين، وتتمنين إيصال الخير لهم.
- تكرار الدعاء باسم الله الودود، والمواظبة على التقرب إلى الله بالدعاء.
- استشعار معاني اسم الله الودود.
- اليقين باستجابة الله -تعالى- للدعاء، وإخلاص النية لله -تعالى- وحده.
وعليكِ أختي الكريمة الحرص على محبة الله، وتعظيمه، والثناء عليه، وتلاوة كتابه، والإكثار من الصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإنكما إن فعلتما ذلك أحبكم الله -تعالى-، ٍواعلما أن الله -تعالى- إذا أحب عبدا حببه إلى خلقه، فإن جبريل -عليه السلام- ينادي في أهل السماء أن يحبوه، ويكتب الله له القبول في الأرض.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: (إن الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجْله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنّه)). "أخرجه البخاري"